___ذكرى ترجل فارس لا كالفرسان ___ / الشيخ ولد أوداعه | أغشوركيت

___ذكرى ترجل فارس لا كالفرسان ___ / الشيخ ولد أوداعه

أربعاء, 01/02/2017 - 17:31
الشيخ عبدالله ول الناجي ول أوداعة

____

كان يوم السابع من شهر يناير عام 2002 ، ليس ككل الأيام ، يوم ترجل فيه الفارس الهمام ، الطيب الرزين ، حسن الخلق ، البار لوالديه ، الذي سلم المسلمون من لسانه ويده ، المحب الخير للجميع ، متأبطا متاعه المعهود (مصحف شريف +سجادة للصلاة ) هذا كل متاعه الذي وجد بجانبه عند التقاطه آخر الأنفاس ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
إنه أخي وفلذة كبدي وملهمي ومرشدي : الشيخ عبدالله ول الناجي ول أوداعة _ رحمهما الله برحمته الواسعة وأدخلهما فسيح جنانه ، وبارك في الخلف .
خصال هذا الفتى جمعها _ابن العمة العزيزة_ الأستاذ /
المرتضي ول محمد اشفغ ، أطال الله بقاءه ،في مرثيته التالية :

ماكنت تأمن أن تدعي إلي أجل
وما غررت بأن تحيا مدى الأزل
إني عرفتك طول الدهر مشتغلا
تعمر الوقت بالمحمود من عمل
وقد رأيتك في أبياتنا حدثا
وحسن خلقك فينا مضرب المثل
فما عرفت لئيم الطبع_ لا سفها_
ولا أغتيابا _وماقاربت من زلل
بل قد نشأت نظيف السمت منقطعا
لأمر دينك_ ما أثناك من شغل
واخترت نفسك عن غي وعن بطر
وعن ضلال وعن ظلم وعن خطل
وما فجرت وما اغضبت من أحد
لم تنس وعدك في جد ولا هزل
وقد ترفعت عن ذل وعن طمع
وعن وقوف بباب السيد البطل
لا لم تقف ،لم تزلف ،لم تهن ملقا
سموت عن أن ترى في موقف الخجل
ولم تزل ترتقي في النبل مجتهدا
حتى تقلدت بالعالى من المثل
فزانك الصدق والتقوى وعفة قو _
_ل واجتناب نواهى الله والرسل
ثم امتثالك أمر الشرع ما اقترفت
يداك طيثا وما أحدثت من خلل
لم تقطع الرحم الموصى بها أبدا
بل قد تقوت بحبل منك متصل
تسري إلي المسجد المحبو قاصده
وما قعدت من الظلماء والوحل
أنيسك_ المصحف_ المصباح تقرؤه
لم تشك من تعب عنه ولا. كسل
وما أنست إلى الدنيا وبهجتها
إذ قد جنحت إلى الأهدى من السبل
وكان همك فيها حسن منقلب
وذكر ربك منها منتهى الأمل
لما رأتك عزوفا راودتك وإذ
قدت قميصك لم تقدده من قبل
فلم تزدك سوى سعي لمرتحل
ياخير محتسب منا ومرتحل
ووالداك جزى الرحمان صبرهما
كانا لنا مرشدا في الحادث الجلل
قد أدركا أنك الأغلى فلم يدعا
عطاءك الجزل للشيطان والخبل
ألم تكن بهما برا ؟ ألست ترى
سوى الممات وفاء الحق للأهل؟
لكي ينالا جزاء الصابرين جزا
لا خاب سعيك ما أوفاك من رجل
وكنت يا شيخ عبد الله منتظرا
هذا الرحيل فلم تحوج إلى مهل
هم المسافر من دنياه أوبته
ونيل حاجاته _كلا _ بلا أجل
وتلك_ دارك _قد عمرتها ورعا
فما انتظارك_ فالترحل على عجل
وأهنأ بدارك من طيب وصدق تقى
وأهنأ بذخرك من أهل و من نزل