خطاب غزواني : المكان والزمان والرسائل ... | أغشوركيت

خطاب غزواني : المكان والزمان والرسائل ...

أحد, 03/03/2019 - 22:34
عالي محمد بوكار

أغشوركيت ( مقالات ) : اختيار أفضل يوم طلعت فيه الشمس ، ويومَ دقَ الحقُ عُنقَ الباطلِ يومَ بدرٍ ، ويومَ هَزَم "يوسف بن تاشفين" قائد المرابطين "ألفونسو" والخونةَ من ملوك الطوائف، اختيار موفق ورسالة تحمل الكثير لِمَن كَانَ لَهُ قَلْب ولمن ألقى السمع وهو شهيد، واختيار المرشح لمكان قريب من عامة الناس  رسالة مفادها : أنا منكم وفيكم قريب منكم أملك جواب (لن تراعوا) لأسئلة طوابير المرضى المصطفين أمام المستوصفات منكم ، وأولئك الذين يعيشون فوق أسرة الموت ،  والذين انقطعت بهم السبل في الأحياء الشعبية الفقيرة ، والقرى المعزولة حيث لا ماء لا كهرباء ، لا دواء ولا جذور للحياة وسأكون للوطن "كأبي زرع لأم زرع "

 وقوله: "سأعمل بحول الله على صون حوزتنا الترابية وتعزيز المكاسب الديمقراطية ، وتحصين اللحمة الإجتماعية والوحدة الوطنية في إطار دولة المواطنة القائمة على القانون الغنية بتنوعها والمتصالحة مع ذاتها" رسالة واضحة عنوانها:  لا مكان بيننا لمن لا يصون الأرض والعرض ويدافع عن المشتركات ويحب لأخيه ما يحب لنفسه ويؤمن أن الحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء... وأن مصير الأمة الموريتانية مصير مشترك وخط أحمر.

قال غزواني في خطابه "لا أقول إن كل من حكم البلاد من قبل كان مخطئا بالمطلق ولا مصيبا بالمطلق" هنا يؤسس مرشح الوفاق والأخلاق لمبدئ : نحن شعب لا يلعن أخلافه أسلافه  نبني على كل لبنة وضعت على المسار الصحيح نشاور المخالف ونعفُو عن المخطئ ونعقد العزم بعد الحزم ونتوكل على الله...

تطرق غزواني في خطابه للبطالة ومكانة المرأة وهو القائد الذي يمتلك   فكراً ، وثقافة  وأخلاقاً ، وخشية ، تجعله يعلم أنه لو عثرت دابة للمسمى صمبَ أو امبارك أو المسماة خديجة فماتت بأي بقعة من صحراء الملثمين هذه لسئل عنها يوم يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء..

قدم الرجلُ دعوته للجميع وهو أهل للإجماع مطالبا جميع الموريتانيين بمد اليد لبناء وطن ينعمون فيه بالسلم والأمن والرخاء والسعادة مشيرا (تلميحا) إلى أن أغلى ما تمتلكه الدولة هو الانسان (المواطن) الذي سيكون أولوية أولوياته وقال تصريحاً "أن للعهد عنده معناه" ، قائد إذا عاهد وفى مع سلامة ضميره وصفاء سريرته نافذَ البصيرة في السياسة، بعيدَ النظر في عواقبها أفضل من أن يَخْدَع، وأعْقَل من أن يُخدَع ، مفتاح خير وبركة على الجميع ، عُمَرِيُ يبيت يجافي جنبه عن الاستماع لتقارير المخابرات وأوباشها ، ويتسلل بين المستضعفين ـ وما أكثرهم ـ يسألهم عن أحوال البطالة والمأكل والملبس والمشرب ، ويقول لذوات الحجي ( كنت لك كأبي زرع لأم زرع )  منبع اختياره واختباره هو الناخب الموريتاني هو ما تحتاجه البلاد اليوم وفي هذه الظرفية التي تعيشها.

أهلا بقائد يعكس تطلعات شعبه وعلى قدر التحديات التي تمر بها بلاده.