ما يعجبني في صعود الجنرال محمد ولد مكت | أغشوركيت

ما يعجبني في صعود الجنرال محمد ولد مكت

جمعة, 12/06/2020 - 18:03

أغشوركيت ( تدوينات ) : يعزى لأحد أئمة الصوفية الكبار، الشيخ محمد المشري رحمه الله، مقالة مفادها أن "التاشياخيت" ابسط من "التلميد" أو أن الأخيرة أصعب من الأولى. ذلك بأن للشيخ هيأة (لباس ولحية وعمامة وخطاب) يسهل تقليدها بينما التتلمذ مجاهدة ومكابدة يصعب التمثل بها.. وفحوى الخطاب - حسب فهمي- إرشاد وتوجيه للمريدين بأن الطريق الأمثل للوصول إلى الترقي الروحي هو التتلمذ الصادق الذي يتدرج في مراحل التسامي.. 

هذه المقولة الحكيمة واسعة، تشمل مع جانبها الروحي الجانب الزمني. وعليه، تكون الجندية هي الأساس الطبيعي للوصول إلى أرقى درجات القيادة.. يجسد هذا المعنى مسار الجنرال محمد ولد مكت: من الجندية إلى رئاسة أركان الجيوش من خلال سباق ذاتي من الحواجز والعقبات دام 44 سنة! وهذا بالتحديد ما يعجبني في سيرة الرجل : الترقي دون حرق المراحل وصولا إلى أخر درجات السلم العسكري، تتويجا لتجربة مكتملة..
لم تكن حياة الرجل مرصعة بالورود، بل علي النقيض من ذلك، كانت محفوفة بالمخاطر، لا كغيره من الضباط ممن ترقوا ونالوا الرتب دون أن تلفح وجوههم وهج الشمس أو تكتوي أبدانهم بنار الحرب أو يصم آذانهم هدير المدافع الثقيلة أو تزكم أنوفهم رائحة البارود والقنابل...

 

ومن يعرف محمد ولد مكت، يعرف فيه خصال الجندية المخلصة والقيادة الفذة من صدق وشهامة وعزة في تواضع وشجاعة مقرونة بحب العافية وتفان في العمل. وهي نفس الأخلاق التي اتسم بها الأمير الكبير اهميمد ولد ببكر -رحمه الله- كما عايشناه.. ولا غرو، فبين الرجلين من الصلة ما لا تفي به هذه السطور القليلة...

 

فترقية الرجل في قيادة أركان الجيوش العامة تأتي اليوم من باب وضع الشيء في محله، فهي في حقه عدل وإنصاف وهي في نفس الوقت، اعتراف بالسابقة وتكريس لاحترام السلمية داخل الجيش.

 

 

فله منا التوفيق في مهمته الجديدة مع الدعاء له بأن يكون عند حسن ظن صاحبه به في ساعة العسرة والزمن الغير يسير.. وما أجمل أن تكون قيمة العمل والعمل وحده، أساسا للترقية بشتى أنواعها وأبهى صورها!

 

من صفحة الكاتب د. محفوظ عمي على مواقع التواصل الاجتماعى