مركز «أهل السنة والجماعة».. ذراع «المداخلة» لاختراق البلاد ( تحقيق ) | أغشوركيت

مركز «أهل السنة والجماعة».. ذراع «المداخلة» لاختراق البلاد ( تحقيق )

خميس, 29/11/2018 - 19:10

أغشوركيت ــ تحقيقات خاصة ــ ( الحلقة الثانية ) : كانت البداية من مسجد أهل السنة والجماعة بحي الرياض ، في العاصمة نواكشوط، حيث شهد المسجد المذكور خطبة ألقاها أحد قادة التيار المدخلي العالمي، كان لها الدور الأبرز في التقارب المكشوف بين جهاز الأمن الموريتاني، والتيار المدخلي فيها ...

 

يوم الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 ، أثمرت المراسلات بين القائمين على المركز من جهة، والقيادي المدخلي من جهة أخرى،  بزيارة قرر الأخير القيام بها للمركز،وتمهيدا لهذه الزيارة النوعية، قامت اللجنة الإعلامية لذراع مداخلة موريتانيا بتحميل عدة مقاطع على قناتها في اليوتيوب ، للشيخ العدني، دار معظمها عن شرح نواقض الإسلام للشيخ محمد بن عبد الوهاب

 

 

 

يوم الخميس 27 سبتمبر كان مطار أم التونسي على موعد مع رحلة أقلت المدعو «أبو الحارث بن سليمان العدني» من العاصمة السعودية الرياض، ليحط الرحال في مسجد "الرياض" بنواكشوط.

 

زوال 28 من سبتمبر 2018م ، ألقى المدعو  «أبو الحارث بن سليمان العدني» خطبة الجمعة في المسجد الممول سعوديا وإماراتيا، في حي الرياض.

 

تمحورت الخطبة عن دور أولياء الأمور في حفظ الأرض والعرض، وعدم جواز معارضة أقوالهم أو أفعالهم، ليختم خطبته المثيرة بالدعوة إلى طاعة ولي الأمر الشرعي في البلاد الرئيس «محمد ولد عبدالعزيز»، وعدم الخروج عليه، ولم يجد من يخبره أن مأمورية "ولي الأمر"  أشرفت على نهايتها، وأن البلاد بصدد انتخاب ولي أمر آخر، والخروج على ولي الأمر الحالي .

 

بعد خطبة الجمعة شهد المسجد ــ المثير للجدل ــ دورة تكوينية ، لم تكن تمت للعلم بصلة  ــ حسب الشباب الحاضرين ــ ، وإنما كانت دعاية لتقديس الطغاة والمستبدين من حكام العرب وإنزالهم في منزلة القدسية ، ووصف من خالفهم الرأي ولو كان على حق بالخارجي الرافضي ، مستباح الدم والعرض والمال.

 

 

 

 

 

استغل «المداخلة» المركز منذ تأسيسه في نشر منهجهم وتقوية وجودهم، مستغلين حالة التوتر بين النظام الموريتاني الحالي من جهة، والعلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو من جهة أخرى، خصوصا بعد حادثة إغلاق "مركز تكوين العلماء "، إذ فطنوا أن الوقوف بجانب الدولة والتصدي لمن يعارضها، أحد أبرز السبل للتقرب إلى السلطة، وأن مهادنتها الطريق الأفضل لتحقيق مبتغاهم والترويج لأفكارهم، كما يرى الكثير من الباحثين والمهتمين بهذا الشأن.

 

 

 

ورغم الدعم المقدم لهم دوليا ومحليا، فإن الإقبال على المركز من المجتمع الموريتاني لا زال ضعيفا؛ حتى بعد إغلاق " مركز تكوين العلماء" ، نظرًا لانتشار العلماء الكبار في «المحاضر الموريتانية التقليدية»، وافتقار «المدخلية» إلى البنية التنظيمية القوية التي تمكنها من الانتشار

 

 

 

الخميس الماضي 22 أكتوبر ، أعلن القائمون على المركز ذاته عن إقامة دورة ــ وصفوها بالعلمية ــ ، تحمل شعار  "الدورة العلمية الأولى بموريتانيا بلاد شنقيط"، ، لم تختلف كثيرا عن سابقاتها، حيث استضافت  أبا عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري المدخلي المعروف بتكفيره لجميع علماء المسلمين  ــ بشتى مشاربهم ومذاهبهم ــ  ، سنة كانوا أو شيعة، سلفيين وإخوانا مسلمين وصوفية، 

 

 

 

 

التيار المدخلي ....  وتسفيه العلماء الموريتانيين

 

يعتبر القائمون على المركز وهم مجموعة من "أحداث الأسنان ... "  أغلبها "زنوج" ، كل علماء البلد ضلالا مبتدعين لا يعتد بقولهم ؛ وهذا هو ما يجعلهم يتوجهون باستفتاءاتهم إلى شيوخ هذا التيار؛ فهم لا يرون في علماء موريتانيا أهلية لإفتائهم في أمور دينهم ونوازل بلدهم!

 

وبحسب مدير المركز ، المدعو «أبوعبدالله موسى بن عبدالله» ، فإن المركز يحاول نشر الفكر السلفي عن علماء التيار، مثل «ربيع بن هادي المدخلي، وصالح الفوزان »، واستقدم لأجل ذلك عددا من شيوخ التيار السلفي المدخلي، مثل «أبي الحارث أحمد بن سليمان بادخن العدني المدني».

 

الشيخ ربيع المدخلي ... قدوة المركز

 

يعتبر المدعو "أبو عبدالله"  ربيعا المدخلي ، مجددا لهذا العصر، رغم تناقض ذلك مع المذهب الأصلي الذي تفرع منه التيار المدخلي "الفكر الوهابي" حيث انتقد العلماء المعاصرون لربيع المدخلي تصرفاته وأفعاله، كالشيخ صالح بن عبد اللطيف حين قال :

"الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بغى على كثير من علماء أهل السنة ودعاتهم، ووصفهم في كثير من كتبه وأشرطته بأوصاف ذميمة، وحشرهم مع أعداء الإسلام، وظن ـ هداه الله ـ أن عمله هذا من الجهاد في سبيل الله، ومن الرد على أهل البدع، وتبعه طائفة من المنتسبين إلى أهل السنة"

 

 

 

من هو ربيع المدخلي  .... ؟

 

شيخ سعودي سلفي يعد مؤسس ما يعرف بالتيار المدخلي الذي يعتمد الولاء المطلق للسلطة، عارض ثورات الربيع العربي، وهاجم علماء أهل السنة، ودعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا.  

 

يعتمد التيار في دعوته ومنهجه على أمرين؛ الولاء المطلق للسلطة الحاكمة والطاعة الكاملة للحكام والدفاع عن مواقفهم وسياساتهم مهما كانت، والهجوم المستمر على المخالفين خاصة من التيارات الإسلامية.

ويأخذ التيار المدخلي على الحركات الإسلامية خوضها في السياسة، ومن الأفكار التي يروج لها قوله إن أي تعبير عن الرأي المخالف للسلطة يعد خروجا على الشرع وإثارة للفتنة، ومن منطلق هذا الإيمان تحالف التيار مع الانقلابيين في ليبيا ومصر، ومع القوات الإماراتية على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وقد دعى المدخلي في فتوى له إلى قتال جماعة " الإخوان المسلمين" قائلا إن "الإخوان المسلمون أخطر الفرق على الإسلام منذ قامت دعوتهم، وهم من أكذب الفرق بعد الروافض، عندهم وحدة أديان، ووحدة الوجود، وعندهم علمانية".

 

وحث في فتواه المثيرة سلفيي ليبيا  على "النصرة لدين الله تعالى وحمايته من الإخوان المسلمين وغيرهم" بدعم حفتر .

 

 

 

 

يتواصل ...