ذات أصيل جميل من آصال مدينة أﻻك الحبيبة ، استقلت بعثة تربوية شاحنة "دودج :Dodge"التي كان يقودها الناقل الشهير "مورسيسه" رحمه الله ، وكانت هذه البعثة التربوية تضم بين أفرادها والدي المغفور له بإذن الله : "محمد بن محمد المصطفى بن أحمد " البركني الذي وصف - خﻻل قصيدته التالية - تلك الرحلة المباركة التي انطلقت ذات مساء من أماسي عام 1966م متجهة من أﻻك صوب مدينة تيجكجا ، فقال رحمه الله :
توجهت للتصحيح قرية تيجكجا
بأمر من الشيبان طبقا لما قد جا
فﻻ زال للتهذيب يدعى مفتشا
و ﻻزال للتعليم يسلكه برجا
وصرت لدى الترحال بين جماهر
بسيارة عظمى تخال بها هيجا
زوافرها تعلو ويزداد غيظها
مكثفة الدخان ، مرجفة الأرجا
تنفست الصعدا و ثار غبارها
و رجت و أزت و يممت النهجا
وكادت بأهليها تطير و دومت
و صمت بها الآذان واستقبلت فجا
تشق الدجى ليﻻ بعينين كلما
تراكمت الظلماء واستحكمت نسجا
فما وقفت كﻻ طوال ذهابها
إلى أن بدا فجر يلوح كما يرجى
فقلت وكل الصحب قال مكررا
نزوﻻ نزوﻻ للصﻻة فذا أنجى
نزلنا وكل الناس صلى إزاءها
و مج ذوو الدخان من عظمهم مجا
فقيل خﻻل القوم هبوا و أسرعوا
فقمنا صعودا ﻻ قرار وﻻ منجى
وصارت كما كانت تتابع سيرها
فﻻحت لنا دور و نخل بتيجكجا
نزلنا و زايلنا غبار طريقنا
ونلنا من الإحسان فوق الذي يرجى
وسامرت أهل الفضل يوما و ليلة
وجوها وأخﻻقا و مازجتهم مزجا
صﻻة على الرسول ما دار كوكب
وما دامت أهل البخل من حقها تهجى
بقلم الأستاذ: عـبـد الناصر بن محمد المصطفى