حقيقتان اصبحتا مسلم بهما حقيقة دور الاعلام المحلي في النهوض بالمجتمعات وتنميتها، وحقية ارتباط الانسان وتعلقه بالامكنة، وانطلاقا من هاتين الحقيقتين يكتسب كل نشاط يجسدهما الاهمية القصوي، وبتجسيده لهما يستحق المتابعة والاهتمام ، ومن اجلهما يكون اهلا للتضحية والإصرار، وفي هذ الاطار -اعتقد- يجيء اطلاق موقع أغشورگيت انفو وعليه يكون طبيعيا ان يتم النظر اليه من هذه الزاوية وان يبدء الحديث عنه بابراز وتأكيد هذه المسلمات وهو ما سيكون في هذ التعليق. فالنسبة للحقيقة الأولي لم يعد الاعلام ذاك المجال الذي يمكن حصره في "ايصال المعلومات والأخبار والإعلانات إلي الجمهور عن طريق وسيلة ما من وسائل الاعلام " بل تجاوز ذلك كثيرا في العصر الحديث واتخذ ابعادا جديدة متعدة كما أخذ نصيبه من التحول العميق الذي عرفته حياة الانسان المعاصر في جميع المستويات ، بل اكثر من ذالك كان مشاركا وفاعلا في هذ التحول حيث اصبح الوسيلة الأقوي لتشكيل فهم الجمهور وتوجيهه ، ولسنا هنا بوار الحديث تفصيلا عن هذ التحول وهذه الابعاد بل نريد فقط التأكيد علي هذه الحقيقة ، دون التعمق في الكلام عن التوسع الذي حصل في مفهوم الاعلام ، وفي هذ الصدد يمكن لمن اراد مراجعة كتاب (المتلاعبون بالعقول) ل هربرت شيللر او كتاب (السيطرة علي الاعلام) لنعوم تشومسكي أو غيرهما من المراجع كثير. اما عن الحقيقة الثانية فيمكن القول ان ارتباط الإنسان بالأرض مكان النشأة ومرتع الصبا من السمات المشتركة بين جميع بني البشر ، فقد تكون كثرة هي المنازل التي يختبرها ويمربها المرء الا أن مكان النشأة ومرتع الصبا يبقي وحده مثار حنينه وجذوة حضوره ومحرك العطاء لديه ، وليس قول ابوم تمام : (كم من منزل في الأرض يألفه الفتي .... وحنينه ابدا لأول منزل ) الا تعبيرا عن هذ ، والإرتباط بالمكان هو حالة إنسانية عامة تشعر المرء بالانتماء لمجموعة ما هوجزء والتعلق بالإرث المعنوي للمكان الذي عاش فيه الآباء والاجداد ، ويولد هذ الشعور بالانتماء والتجذر شعورا بالأمان ورغبة في التواصل والإستمرار . قد ناقش الفلاسفة وعلماء النفس هذه المسألة واتفقوا علي أنها سمة مسركة بين كل البشر وحالة عادية لدى كل فرد ، وان كانوا اثاروا حلولها بعض التساؤلات والاشكالات واختلفوا فيها مثل هل هذ الارتباط والتعلق يحصل لأننا نريده ام لأن المكان يستحقه ؟، وهل محله المكان ذاته أم أهله ؟، ... هذ عن أصل الفكرة وإحدي زوايا النظر اليها والصياغ الذي يمكن وضعها فيه، أماعن المشروع ذاته فلن ازيد علي تأكيد اهميته وضرورة نجاحه وتمنياتي له بالنجاح والتوفيق وتحقيق الأهداف ، وللقائمين عليه اقول لكم الف شكر وستواجهون الف صعوبة وسبقتكم عدة تجارب ، فتقبلوا الشكر وذللوا الصعوبات واستفادوا من سابق التجارب ، وتأكدوا أن أغشورگيت مهما فعلتم يستحق أكثر .. صحيح أنه يستحقه علي الجميع وفي جميع المجالات ، لكن انتم بدءتم ولم يعد التراجع ولا التوقف مقبولا فأغشورگيت لاتعرف الا السير قدما وكل ابن لها ينوب عن الجميع .
الهادي/ السعيد