عـــلم خــلـدته مآثــــره/ محمد مولود ولد عبدالجليل | أغشوركيت

عـــلم خــلـدته مآثــــره/ محمد مولود ولد عبدالجليل

اثنين, 22/08/2016 - 10:17

علم شهــم وعلامة نحرير إنه لعمري فقيد الفقه واللغة الحاج أحمد ولد محفوظ ولد عبد الجليل من مواليد مدينة ألاك, في ضواحيها ترعرع لتتلقفه محاظر القوم فأتقن القرءان وعلومه تنقل إلى الكحلة والصفرة ليتضلع في علوم الفقه بشتى أصنافه ثم بدأ بعد ذلك رحلة مجد ماء الذهب حبرا رخيصا في حقها شرف للتاريخ تخليدها فهاكم غيضا من فيض معالمها الجملية.

 

1- بداية الرحلة:

 

بديهي كم لمفارقة مراتع الصبى ومرابع الأحبة من مشقة عظيمة لكن في سبيل التحصيل العلمي كل شيء يهون .

بدأ شيخنا الكريم رحلته متوجها إلى محظرة الشيخ الحاج ولد فحفو حيث مكث سنين عديدة مقبلا بنهم على مهمته التحصيلية فتعمق كثيرا في الفقه واللغة.

ولما استوى على ساقه فيهما توجه نحو الصحراء الغربية ليبدأ التدريس محصلا للخيرية العظيمة (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ثم المملكة المغربية  فليبيا حيث تولى إمامة مسجد في حي عسكري فجعل مسجده روضة من رياض الجنة إذ الحلق العلمية باستمرار مما جعل الليبيين يقبلون بكثرة على مسجده, ولما حل بلاء القذافي واشتراكيته لم يرق له المقام حينئذ فيمم وجهه شطر السودان حيث اشتهرت حلقه العلمية كذلك ولا غرو فعلى قدر علم الشيخ يكون عظم حلقه, وكثر تلامذته هناك لكن لم يرد المقام فهذه المحطات مجرد وسيلة لغاية عظمى هي الوصول إلى البلاد المقدسة فكان له ما أراد.

 

2- في الحرم بصمة:

 

ولأن شيخنا – ولقلة علم الحديث في بلاده – لم يدرس الحديث فلم تمنعه منزلته العلمية الرفيعة من التسجيل بدار الحديث بمكة حيث تخرج منها متفوقا . بدأ بعد ذالك رحلته التعليمية حيث كان يشار إليه بالبنان في كل العلوم وخاصة الفقه واللغة وساريته في الحرم – المعروفة بسارية أحمد عبد الجليل الشنقيطي – خير دليل

كان فقيدنا سقاية الحاج الشنقيطي ودليل مشاعره أحكاما وأمكنة  لم يفوت فرصة وجوده في مكة حيث حج سبعا وثلاثين مرة واعتمر ثلاثا وخمسين .

عرف بدماثة الأخلاق وسخاء الكف والجرأة قي قول الحق لم يتملق لأهل الخليج ولم ينكر قناعته الراسخة بالمذهب المالكي واجتهاداته الفقهية  وذالك ماحرمه الظهور الإعلامي رغم كونه لايرغبه أصلا.

 

-3 العودة الميمونة:

 

وبعد كل هذه الفترة في الأخذ والعطاء يأبى الحنين إلى الأهل والوطن - خصيصا إذا أقعده المرض- إلا أن يضع حدا لرحلة المجد هذه فكانت العودة الميمونة.

عودة استقبل خلالها علمنا بفضائل مآثر خلدته فأقبل الكل حامدا له فعاله في الحل والحرم.

وفي ليلة ظلماء رغم كونها بدرية في أغشوركيت بدأ شيخنا رحلة مجد أخرى نحو الرفيق الأعلى راجيا أن يكون مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن ؤلائك رفيقا.

 

كانت هذه رؤوس أقلام من حياة علم لن أستطيع إيفاء مقدار حبة خردل من حقه، فقد كان يحبني كثيرا أرجو الله أن يرحمه بقدر مداعبته لي ونصحه إنه ولي ذالك والقادر عليه.

محمدمولود الشيخ أحمدو