في ذكري رحيل الوالد الكوري ولد أوداع
في كل مرة أجلس لأكتب عنه تتداخل العبارات و المشاعر و يهيج الإحساس و الوجدان و كأني لأول مرة أحمل القلم لأكتب وأقف عاجزا عن مزج الكلمات الى الله أشكوا عجزي و تقصيري .
ففي أول ذكرى لرحيله قررت أن أعوض عن بعض تقصيرى و أن أتعبد إلى الله بذكر مآثره الجمة و خصاله الرفيعة و أن أصف بعض صفاته الجميلة ،و لكن كيف السبيل إلى ذلك فشرط في الوصف أن تفي الموصوف حقه من الوصف فكيف أفيه حقه،كيف أصف ذلك التجانس و التناقم و الإعتدال في شخصه،و ذلك المزيج بين الرحمة و اللين و الشدة كل في موضعه،و الرزانة و الإستقامة و الحلم و الورع و الإستسلام لقضاء الله.
من لي بذلك الخلق الرفيع و الوجه البهي و النظرة الثاقبة،و تلك الهامة السامقة و العقل الراجح.
هاهي الأعوام تمضي و كأن شئ لم يتغير مازالت العبارات تخنقني و اللغة مستعصية على الترويض و يدي مشلولة عن الحركة .
فإنما هو فرط الشوق في أسمى تجلياته و أبهى حلله و الحنين الى فقيد نحتسبه عند الله و لا نزكي على أحدا و حالي قول الشاعر
أهيم بدعد ماحييت فإن أمت. أوكل بدعد من يهيم بها بعدي
الداه ديج / أوداع