المحمودلله بن سيديا في سطور / حبيبنا ولد حيبلل | أغشوركيت

المحمودلله بن سيديا في سطور / حبيبنا ولد حيبلل

أحد, 28/08/2016 - 18:31
الأستاذ حبيبنا/حيبلل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
وبعد فإننا نؤمن بقدسية كلام الله تعالى وشرفه وفضليته على سائر الكلام وعليه فإن حملة القرآن أهل الله وخاصته
وجاء عن نبينا الأواه = حملة القرآن أهل الله
وكذلك فإن تبجيلهم وذكر مآثرهم والوقوف عند النقاط المضيئة من حياتهم أمور مرغب فيها.
فنحن اليوم أمام قامة شامخة من قراء القرآن العظيم طال عمره وحسن عمله وختم بخير ، ذلكم هو المحمودلله/سيديا
ولد الرجل قرابة 1918م ، الموافق 1336هـ في منطقة ألاك
أهله يجلون القرآن ويجتهدون في تحصيله فتعلم صاحبنا كتاب الله وعلمه وهكذا درس في محاظر قومه والمحاظر المجاورة لهم ، ويبدو أنه حصل على الإجازة وهو في ريعان شبابه على يد شيخه الحاج بن سيدي الامين الحجاجي
إذ يصدق فيه ما قيل في الشيخ سعدبوه بن الشيخ محمد فاضل : نال ما نال في صباه
وهكذا جلس المحمود لله _ كما يقول الرواة للتدريس وله من العمر سبع عشرة سنة وبدأ صناعة الأجيال يقرئ القرءان على نهج الإتقان فكان طلابه يتميزون عن غيرهم بتجويد ونبرة قل نظيرها في المنطقة ممتثلا في قوله صلى الله عليه وسلم : (زينوا القران بأصواتكم ) وقوله: ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) جمعنا الله وإياه يوم القيامة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان وزيد بن ثابت امين.
فمما سمعنا عن هذا الشيخ أنه من منتصف ثلاثينيات القرن الماضي وهو يخرج أجيال الحفاظ المتقنين .
يبتغي بذلك وجه الله تعالى ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، حتى لقي ربه يوم 19 شتنبر 2002م عن عمر بلغ الرابعة والثمانين سنة .
لم يكن المحمودلله ذلك المدرس المشغول بمهنته عن الشأن العام فقد كان رحمه الله تعالى مهتما بالأمور العامة شغوفا بمنافع العموم في حله وترحاله ، من إعمار المساجد بل من بناءها ، يرتادها في البرد والحر ، فكان عليه رحمة الله رجل دين ومروءة شهد له القاصي والداني بذلك .
غصت محظرته بالطلاب من قومه وذاع صيتها حتى غدت قبلة للطلاب يؤمونها من العاصمة انواكشوط يحصلون على القرآن ويتعلمون الأخلاق والمثل المستمدة من الشرع .
خلَّف وراءه القرآن محفوظا في صدور أعداد كبيرة من الرجال كما أنه استنسخ المصحف الشريف مرات ونظم بعض متشابه القرآن وله رسائل قيمة .
مالت نفسه إلى الديار المقدسة فأدى فريضة الحج قبل موته بعامين فكان ذلك ختاما مسكا لمن تجاوز الثمانين خادما لكتاب الله ـ عز وجل ـ . وبذلك طويت صفحات مضيئة من التاريخ الثقافي والديني لهذا البلد، رحمه الله برحمته الواسعة وأدخله فسيح جناته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون
عزاؤنا فيه أن ما زالت محظرته قائمة ، رحم الله السلف وبارك في الخلف
الأديب الأستاذ: حبيبنا ولد حيبللا

الشيخ القارئ المحمودلله بن سيديا