كان المرحوم المختار ولد حامد يُعد موسوعة وكانت في أضابير كثيرة من الأوراق فقيض الله له المرحوم محمد المصطفى ولد الندى،"الندى" علما، فكان نعم المعين، فقال المختار رحمه الله:
أثرتُ الصيدَ منذ كذا ولكن :: تكاثرت الظباءُ عليّ جدا
فناديتُ الندى علما فلبى :: فقلت ادعي وادعوَ إن أندى
فشدَّ الآبداتِ بقيد قد :: وردَّ الشارداتِ اليّ ردا
والشطر"فقلت ادعي وأدعوَ إن أندى" من أبيات لدثار بن شيبان النمري يمدح بها الزبرقان بن بدر التميمي:
تقول خليلتي لما التقينا :: سيدركنا بنو القرم الهجان
سيدركنا بنو القمر بن بدر :: سراج الليل للشمس الحصان
فقلت ادعي وأدعوَ إن أندى :: لصوت أن يناديَ داعيان
فمن يك سائلا عني فإني :: أنا النمري جار الزبرقان
والبيت:
فقلت ادعي وأدعوَ إن أندى :: لصوت أن يناديَ داعيان
من شواهد الألفية على نصب الفعل المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية الواقعة في جواب الأمر.
وما دمنا في إضمار "أن" والشيء بالشيء يذكر، يرروى أن العلامة الحسن بن زين الگناني كان يدرس على العلامة عبد الودود بن عبد الله بن انچبنان الأشفغ حيبلي، وكان الحسن صاحب ذكاء وجد، فكان عبد الودود يحبه ويقدمه على غيره من الطلاب، قال الحسن رحمه الله: وذات مرة سافر عبد الودود في سفر له فخرجت أنا إلى شيخه بُلاّ الشقروي ، فأتيته من الليل فإذا صوته من بعيد وهو يشرح قول ابن مالك رحمه الله:
وبعدَ فَا جَوابِ نَفْيٍ أوْ طَلَبْ::مَحْضَيْنِ أنْ وسَتْرُها حَتْمٌ نَصَبْ
قال فسمعته يقول: وبعد فا، فتنهول الحسن من نطقه لها وطرب أيما طرب، لنطقه الفصيح للفاء، وكان الناس يسمونها "فاء إدابلحسن"وهو نطق الفاء الفصيح، قال الحسن بن زين لما سمعت ذلك زال عني كل ما كان معي من النصب والتعب، وتركت بقرتي لم أربط ولدها، وليس لي إذ ذاك مذاق ولا غذاء إلا من لبنها.
أحب لمختار بن حامد الندى وقامت بينهما المودة والألفة يقول فيه وفي عشيره إچيچبَ:
أُسَرُّ إذا لقيتُ إچيچبيا :: وسلمَ وهو مبتسمٌ عليا
وبادرني بترحيبٍ وبشر :: بنغمة ماجدٍ طلقِ المُحيا
فتسليمُ الكرام له رنينٌ :: شهيٌ في المسامع كالحُميا
ولكن الرنينَ يكونُ أشهى :: إذا كان الكريمُ إچيچبيا
عشيرٌ بالتقى والمجد حُلِّي :: وحسبكَ بالتقى والمجد حِليا
هداهم والندى فرسا رهان :: بهم جريا إلى العلياء جريا
فكانوا حاتما كرما ومعنىً :: وكانوا مالكا والشافعيا
فما كان الهدى فيهم خفيا :: وما كان الندى فيهم خفيا
حمدت لقاءَ من ألقاه منهم :: ولا أنفكُ أشتاق اللقيا
وأيهمُ لقيتُ بأي يومٍ :: فذاك اليوم أبعثُ فيه حيّا
فحيا الله حيَهم وأسقى :: أراضيَهم، وزادُهم رُقِيا
من صفحة المدون المجهول إكس ول إكس اكريك