وكل يدعي وصلا لليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا .
يجسد هذالمعنى ، حال الامة في هذا الزمان، فالتموقع .. والتمذهب.. والتعصب .. والتكفير .. وإطلاق التهم .. ونفي الآخر.. وإلصاق النواقص .. وتوزيع المقاعد الأخروية ،انطلاقا من تبني فكرة أو وجهة نظر ..كلها صفات ، تبارك الشرخ وتدعم التفكك.. الضارب بحدة في خاصرة أمتنا المسكينة ، المغلوبة على أمرها .. والتي تداعت عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها ..
وقد عمت البلوى بهذه الصفات ، في الحقبالأخيرة من تاريخنا المعاصر ، وأثقلت كاهل الأمة ، وزادت من خور ضعفها ، حتى دعاة الوسطية لم يسلمو ..
ومن فرط ما آلت إليه الأوضاع، فإنك في بعض الأوقات والمناسبات ، لا تجد شديد حرج في أن تجزم أن الطوائف والجماعات والفصائل المسلمة ،
المتناحرة على أديم وطننا المتناثر ،- لا يكاد يجمعهما أي شيء ..
وهذا لعمري مدعاة للحزن والخجل ..
لماذا كل هذا التجافي والتنافر ؟؟
أليس المستفيد الأول من هذا الشرخ والتشرذم هم أعداءنا ؟ ألسنا بحاجة إلى مضاعفة الجهود وتكاملها؟ لمواجهة مخاطرهم المحدقة بنا من كل حدب وصوب..
أما كفانا نزقا وزيغا ؟؟
، لماذا لم نكترث لما حصل ويحصل ، في ليبيا وسوريا واليمن ؟ من سحق لكرامة الإنسان ووأد لأحلام وطموحات الشعوب ، وتدمير لكل ما يرمز للحياة.. والدائرة مازلت لما تتقاطع خطوطها بعد
.. - صحيح أن تلك الحروب وتلك الفوضى كانت بسبب حكام تلك الشعوب الذين حاولو القفز على مطالبهم والتعنت بدل التأمل والإصغاء ، لكن الطائفية المذهبية والفصائل الدينية الأخروى ، استغلت الفرصت وبدأت بشن هجمات هنا وهناك لتصفية خصومها.. ولوكان المسلمون على غير هذ الوهن والضعف والإختلاف-، الذي سببته تلك الصراعات العقدية والمذهبية - في ظل هذه الأحداث- ، لكانو عامل بناء وتوحيد ،لا أداة إجهاز وزهق لما تبقى من أنفاس أمتهم المنهكة .
إلى متى ونحن هكذا إذا؟؟ نرتوي من كؤوس اليأس .. ونرتمي على جراحنا الموغلة في العمق والوجع التليد.. ثم نغط في نوم طويل وعميق .. لا بوادر تلوح في الأفق للتحررمن غشاوته ..
أما آن ، -وصوت القهر يصمي الآذان، وسوح القتل والنكال تفقؤ العيون..-من شدة القسوة، وبشاعة المنظر- أن لعن التعصب .. ونحافظ على ما بقي من جسد الأمة ، ونركن إلى الوئام .. ونعي ضرورة الوحدة ، ونتمسك بعراها ، انطلاقا من القاعدة المعروفة بيننا وهي أن "مايجمعنا أكثر مما يفرقنا!؟.
الكاتب : أحمدو / مباركو