أغشوركيت ( تدوينات ) : يفتح حسابا على الفيس بوك ... بعد دقائق من نجاح العملية يخيل إليه أنه كبير مدوني العالم العربي
بعد ساعات ينشر صورة تعبر عن إنجازات "فخامة" رئيس الجمهورية حتى وإن كانت الصورة لمشروع لم ولن ينفذ، أو صورة من نيويورك .... لا يجد حرجا في إرفاق صورة بمنشور يعبر عن "تصفاكه" إن لم تكن الصورة تعبر عما يريد ...
لا يصده الإعجاب الواحد أو عدم الإعجاب بمنشوراته وصوره بمواصلة عمله .... بعد أيام يزيد حماسه فيرسل مئات طلبات الصداقة ويبدأ بكتابة منشورات النسخ واللصق من المواقع الصفراء عن الإنجازات المزعومة..
بعد ذلك بعدة أسابيع يرسل أحد منشوراته تلك تحت مسمى "المقال" لإحدى المواقع المتعطشة لأي مادة ... يتصل بأصدقائه يطالبهم بفتح الموقع ومشاهدة "مقاله"
بعد أشهر يصل الخبر إلى أحد كبار المسؤولين فيهنئه عليه.
يزداد حماسه ومع الحماس يزداد "تصفاكه" فيبرز في إحدى القنوات ويثني على "فخامة" الرئيس ما شاء الله أن يثني، ومع الصدفة يراه وزير مقرب من رئيس الجمهورية فيقرر مكافأته بوظيفة مرموقة....
بعد سنوات يصل خبره للرئيس فيقرر تعيينه في مهمة خاصة برئاسة الجمهورية ، بعد أن شاب رأسه في التملق والنفاق للحكام ( يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه....)
يدور مع الدوائر حيث دارت ويلبس للخساسة ألف لبس
فهو مع الحاكم الماضي والحالي ومن سيأتي بعدهما .... ، ولله در الدكتور يوسف القرضاوي ـ حفظه الله ـ حين تعجب من امثال هؤلاء بقوله :
عجبت لمن يعيش بألف وجه ولم يستحي من أحد ويخزى
ويصبغ جلده مع كل عهد كما صبغت يد الصباغ بزا
إذا لقى الضعاف تراه ذئبا وإن يلقَ الطغاة تجده عنزا
له خزيٌ بدنياه وعارٌ وما يلقاه عند الله أخزى !