كلمة الإصلاح ما كان في برنامجها أن ترد على أي شخص لاحظ على كلمتها الإصلاحية لأنها لا تكتبها ضد أي شخص معين ولا اعتباري بل تكتبها مجرد رأي فقط،، في قضية منشورة في هذا الفضاء الديمقراطي ولا تكون نظرتها بإذن الله إلا إسلامية في نظري ، إلا أنه مع الأسف قام أخيرا كاتب معروف بلقبه بإعجام مقالين من كلمة الإصلاح بقلم علم وأسلوب خاص به غير معروف لدى الكتاب الموريتانيـين لا في علمهم الدقيق ولا في أخلاقهم المكتسبة تـلقائيا من تربـيتهم الدينية واحترامهم للآخرين .
فالكاتب إذا خرج بأسلوبه عن توضيح الفكرة العلمية بالدلائـل الواضحة إلى تجريح كاتب آخر والتجريح يقع بأي شيء يتعـلق بالشخص، فلاشك عندي أن هذا الكاتب نزعته طبيعة طرأت عليه بعد خروجه من موريتانيا وجاءت بدلها فكرة أجنبية على حياة موريتانيا تستعمل خطاب الكراهية الذي لا يعرفه الموريتانيون .
وبما أني سمعت عـند الكتاب وغيرهم أن هذا الكاتب معروف بـلقبه عندهم جميعا ولا يرد عليه لمعنى سمعوه عن سبب كتابـته وأنه لا يتحكم فيها ، فإني عزمت على أن أخالفهم في ذلك لأن عدم الرد عليه له تفسير شائع ، ظاهره بعيد عنه لأن عنده علم وقـلم " سيال "
لا يرمي معه بالجهل .
أما الجهل الآخر الذي فسره الشاعر بقوله :
ألا لا يجهلن أحد علينا ** فنجهل فوق جهـل الجاهـليـنا
فإن هذا الكاتب بيـني وبين ذويه الكبار كثير من الصداقات في شرق البلاد ووسطها وشمالها يحتم علي أن لا أعامله على ضوء فهم الناس لطبيعـته الخاصة به ، وأيضا فقد سبق له أن تـكلم في كلمة الإصلاح ولم ترد عليه وقد عاد الآن وفتح النار على كلمة الإصلاح بذخيرة أخذها من موضوعات أخرى لم تـذكرها كلمة الإصلاح وأراد ترويضها حتى يظن القارئ إمكانية إصابتها لكلمة الإصلاح .
والمؤسف أنه في تـعليقات بعض المعلقين الموصوفين بالثقافة يقول أو تـقول: مقال رائع وعلمي وقوي الأسلوب قوي الحجة رفيع المستوى ، ولم يضيفوا: ولكنه في واد وكلمة الإصلاح في واد آخر ، ونظرا لذلك كله فقد عزمت أن أرد على ما سماه إصلاح كلمة الإصلاح والتنمية ونرجو من المعـلقين قراءة المقالين وكلمة الكاتب عليهما وهذا الرد ليستبـين لهم الخيط الأبيض من الأسود في الجميع .
ومن هنا أقول قبل هذا الرد ما قاله الشاعر الحسني لأخيه :
ما كان ضرك لو ثـنيت شبا الهجا ** عنا إلى من أمـكم بسبابه
أمثالكم تاب السباب تكرما ** لا سيما أن يخل عن أسبابه
والآن أبدأ أتابع كلمة الكاتب التي سماها إصلاح كلمة الإصلاح والتنمية فقرة أو فقرات مؤجلا التـكـلم على زيادته لعنوان" للإصلاح كلمة" بإدراجه لكلمة التنمية فيه .
فأول كلمة بدأ بها الكاتب قوله : أطلت علينا بنون الجمع التي يقولها المعظم نفسه أو كان عظيما أو معه غيره والظاهر أن الكاتب يتـكلم وحده فيـبقي المعنيان فعلي القارئ أن يختار له أحدهما ، ثم اتبع المتكلم بنون الجمع بقوله ( وهو مشرع لكل مواطن موريتاني كفـلت له ديمقراطيتـنا ) بنون الجمع أيضا بما يقضي تملـكهم للديمقراطية الخاصة بهم إلى أن يقول: دون أن يتعرض لما يسيـئـه في نفسه وماله دون ذكره للعرض بالكسر مع النفس والمال ولعـل أن تـكون نون الملك للديمقراطية تركت ذكر العرض لحاجة في قــلم تـلك الديمقراطية المملوكة مـلكا خاصا .
ثم قال : إن كاتب المقالين ألزم نفسه ما لا يلزم بإدخاله لقضية العلم والنشيد في مدلول الشريعة والعقيدة وإنه استعمل ما تيسر ( ممارسة ) من ممارسة التضمين على غير منهج علماء السنة الذي يكتفون بالتفسير غالبا ولا يلجئون إلى التأويل إلا بضوابط تجيز إخراج اللفظ عن معناه إلى أن يقول : أما التضمين فقد أجمعوا على إنكاره لأنه مطية الباطنية ويسرد كلاما هنا حتى يصل إلى تحريف غلاة الشيعه الباطنية لقوله تعالى (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة )) فقالوا إن المراد بها عائشة رضي الله عنها .
وهنا يسمح لي هذا الكاتب الكبـير المحترم وكذلك القراء أن أضرب هذا المثـل لأنه هو الذي استعمله الكاتب في هذه الفقرات ولم نجد مثـالا غيره مناسبا للموضوع : فيحكى أن رجلا وجد فلوسا ضائعة فـقـيـل له إن عليه أن يعرفها لتجد أهلها وهو لا يريد ذلك فاشترى بها سجادة وأصبح ينادي من ضاعت له سجادة .
فالكاتب المحترم أتى بكلمات في هذه القصة وهي التفسير ـ التأويل ـ التضمين لم يأتي في المقالين فالتفسير هو إفهام المعنى المراد دون التعرض للتغيـير والتأويل هو نقـل المعنى المتبادر من الكلمة إلى معنى آخر لائقا في لغة العرب ، أما التضمين فهو إدراج كلام الغير لقصد إظهار تأكيد معنى يريده قائـله أيا كان .
أيها القراء ارجعوا إلى المقالين تجدوا أنني لم أستعمل لا تفسيرا ولا تأويلا ولا تضمينا بل نبهت فقط إن الله قال في آيات من كتابه أن لون لباس أهل الجنة أخضر وذلك في قوله تعالى يلبسون ثيابا خضرا وعاليهم ثياب سندس خضر فإذا لم يستعمل الرجل فكره في فهم ما ورد آنفا فأين يـرى معنى هذه الكلمات في المقالين .
ثـم تـكلم بعد ذلك عن كاتب كلمة الإصلاح فقال : إنه كتب عن الدستور وظهر أنه لا يعرفه لأنه قال إنه تهمه منه مادتين والواقع أن مادة العلم وحدها هي التي في الدستور .
والواقع أن مادة العلم التي في الدستور هي التي أمرت بخلق مادة أخرى للنشيد ، ترى ما هو الفرق بين مادة في الدستور ومادة نص الدستور على خـلقها فيما يسمى في شرح الدستور بالقانون الانـتـقائي وهو الذي يأمر الدستور بإنشائه وهو يعلوا على القوانين الأخرى العادية ! .
وبعد ذلك يسمح لي القراء أن ألخص ما كتبه هذا الكاتب الكبير حيث جعل لكاتب كلمة الإصلاح عقيدة يجمعها ثالوث له أركان هي : اللون ـ النجم ـ الهلال ، ومن هنا سوف لا نبتـعد عن فكرة الرجل أعلاه أيضا وهي أن كلمة ثالوث مستعملة في ثقافة العقيدة المسيحية : الأب ـ الابن ـ روح القدس .
وكلمة الإصلاح ذكرت في قضية اللون الآية المتـقدمة أما الهلال والنجم فذكرت أن الله أناط الأحكام الإسلامية بالأشهر القمرية وأنه ا أقسم بالنجم ومواقعها وقال إنه لقسم عظيم هل هذا افـتراء على الشريعة وهي نصوص واضحة تدرس في الابتدائية ؟!
أيها المعلقون العقلاء من أين جاء هذا الثالوث الذي تكونت منه عقيدة كاتب كلمة الإصلاح حتى يستغرب الكاتب صدور هذا من موحد قائلا العقيدة لا تـتـعلق بالرموز إلا عند الوثنيـين إلى آخر كلام الكاتب الكبير .
وبناء على ذلك يحذر الكاتب من اتخاذ الهلال والنجم شعارا في العلم السابق لعبادة الوثنيـين للكواكب .
فعليه أيضا أن يبلغ :هذا التحذير للجنة إعداد الاستـفـتاء لأنهم لم يتخلوا نهائيا عن الهلال والنجم المعبودين من قبل: كن للإله ناصرا وأنكر المناكرا .
ثم يصل الكاتب إلى قضية معروفة لديه هو: وأنا لا أعرفها ولا أعرف من يخاطب بها ؟ فيقول : إني لأعجب من الاحتـفاء باللون الأخضر فأين كنتم حين داس صهيوني ماسوني على علم أخضر برجليه لقد كنتم من خلفه تصفقون وتهللون وتكبرون تكبـيرا ما أريد به وجه الله أم كان بكم عمى الألوان ساعة الفـتـنة؟! .
هذه الفقرات أنا لا أعرفها ولا أعرف ماذا تعنى وأين وقعت ولا من يخاطب هذا الكاتب ، فأنا لم أصفق ولم أهلل ولم أكبر تكبيرا لغير وجه الله وكذلك لم تر عيني مباشرة في حياتي أي صهيوني فإذا كان يصنفني مع أناس يخاطبهم وهم لا يعرفونني ، فأنا وأحمد الله على ذلك حقيق علي أن أقف عندما أرشدني إليه ربي ، فهذا الإنسان سيمر بالدنيا مسرعا قبـل أن يصل إلى ربه فيحاسبه إما حسابا يسيرا لمن يستحق ذلك أو حسابا عسيرا لمن يستحق ذلك أيضا والله يقول (( ولا تـزر وازرة وزر أخرى )) ويقول لنبيه صلى الله عليه وسلم مرشدا له لما يخفف عليه انحراف الإنسان (( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغــداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين )) فأنا أفرق جيدا بـين الانـتـساب الحزبي وشخصنة المسؤولية يوم القيامة .
وهذه القصة أتبعها بقوله مباشرة "زد على ذلك أن رئيس الإصلاح والتنمية وهو صاحب كلمتها حقا وصف العلم رمز العقيدة بأنه ( شرويط) وفي ذلك من الإزدراء ما فيه وسكتـت كلمة الإصلاح والتنمية عن الحق كما سكـتـت من قبـل حين أنكر الشنقيطي الحدود "، فإذا كان يعني برئيس الإصلاح والتـنمية رئيس التجمع الوطني للإصلاح والتنـمية ( تواصل ) جميل ولد منصور حفظه الله ورعاه ووفقه لما يحبه ويرضاه ، فأنا لا أعرف المناسبة ولا المقصد الذي قال فيه ذلك عن العلم ولكني أتيـقن أنه بإذن الله لن تكون فيه أي إهانة لما استعمله المسلمون –من المواد-كشعيرة من شعائـر الله .
فمثلا إذا اتخذت أي دولة مسلمة شعارا أيا كان اقـتـداءا بأن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه كعنوان رمز للمسلمين وأمر بالمحافظة عليه مثـل: الراية حتى إنه نـتيجة هذه الوصية تـتـابع عليها أجلاء صحابته بما فيهم ابن عمه جعفر وذلك في غزوة مؤتة حيث استـشهدوا جميعا تحت الراية فأخذها خالد بن الوليد ففـتـح الله عليه .
فإذا اتخذت دولة راية لونها أخضر بهذه النية وفيها هلال ونجم بنية ما تـقدم من دخول هذه الرموز في شعائر الإسلام فإن إهانتها بعد ذلك جريمة عظيمة إذا أريد به المعنى الإسلامي الذي فيها سواء كان فاعل ذلك جميل أو غيره .. إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى وإذا كانت الاهانة للمقدسات الخاصة بالإسلام وحده فلا نية تـنـفع المهين لها .
أما قولكم بعد ذكر الرئيس جميل ( هو صاحب كلمتها حقا ) فإذا أردت بضمير كلمتها (للإصلاح كلمة ) فالجميع يعرف أنه ليس من قرائها فضلا أن يكون هو ولا أحد من مكتبه السياسي إلا القـليل منهم يقرؤها ، وإذا كان الضمير راجع إلى ( تواصل ) فذلك صحيح فهو صاحب كلمتها وهو أحق بها وأهلها ، والمؤسف أن الحزب لا يسمح بمـأمورية ثالثة وهو لا يريدها .
أما الشنقيطي والغنوشي فعندهما توسع كبـير في استعمال مقاصد الشريعة الإسلامية ونحن نتوقف عن ما ليس في علمنا من ذلك حتى يعلمنا الله مصدر ذلك التوسع ونعـتبره قـبل ذلك من وحي الشيطان الذي يـلقيه مع وحي الأنبـياء فينـسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم .
في هذه الفقرات الأخيرة من كلمة الكاتب التي قال فيها إن كلمة الإصلاح تستخدم المقارنة للدلالة على أن اللون الأخضر والهلال والنجم من شعائر الله قائلا بعد ذلك كن للإله ناصرا قولا يظهر فيه التهكم ويقول في آخر تلك الفقرة ما يلجئني على استعمال فكرة الرجل المتـقدم مرة أخرى : أما علم وهران فقد جاء به أحمد بن أحمد مسكه رحمه الله في رواية .
وهنا أقول معلومتين في هذا الصدد وهما إن :
كلما أريد به وجه الله تطبيقا لما أمر به أو تركا لما نهى عنه فهو من شعائر الله ومن تـقوى القـلوب فالله يقول ((جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس ، والشهر الحرام والهدي والقلائد ) كل هذا من شعائر الله فتسمين البدنة المراد اهداءها للبـيت من شعائر الله وكل ما لم يلاحظ فيه أمر الله ولو كان صلاة أو صوما فليس من شعائر الله .
وبعد ذكر العلم الوهراني ينـتـقـل كاتبنا الكبير إلى النشيد .. ويكتب صفحة كاملة من كلمة الإصلاح ليقول إنها قالت إن كلمات النشيد قطعة من الشعر قالها المرحوم باب بن الشيخ سيديا لمكافحة البدع التي أحدثـتها حركات اسمها (( الصوفية )) وأن هذه الصوفية عملت انـقلابا على النبي صلى الله عليه وسلم وأوردت كلمة الإصلاح دور الشيطان في ذلك الانقلاب .
وفي آخر نقل تـلك الصفحة من كلمة الإصلاح يقول الكاتب الكبـير .. متهكما مما كتب : بخ بخ ثم يقول يعرف الموريتانيون أنفسهم دينيا بأنهم على عقيدة الأشعري ويتعبدون على مذهب مالك ويسلـكون طريق الجندي البغداي مؤسس الصوفية السنية الخ كلامه فأقول أنا : بـخ بـخ .
ولم يكلف الكاتب نفسه وهو الكاتب المقـتـدر ذو الثـقافة الإسلامية أن يتولى إسناد ما عرف به الموريتانية أنفسهم في عقيدتهم الأشعرية الواقفين بها دون نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتعبدهم على مذهب مالك الواقفين به دون النبي صلى الله عليه وسلم ودون تفصيل تـلك العبادة وسلوكهم طريق الجندي البغدادي دون شرح كل ذلك ليلحقه بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي أنزل الله عليه (( قـل هذه سبـيلي ادعوا إلى الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني )) وأوضح هو ذلك السبـيل في قوله (( وأن هذه صراطي مستـقيما فاتبعوه ولا تـتـبعوا السبل فـتـفرق بكم عن سبـيله )) .
ولكن الكاتب الكبير أسند كل هذا إلى اعتـقاد الموريتانيـين فلم يدخل نفسه فيه كما أدخلها في أول إصلاحه لكلمة الإصلاح الذي كان يتـكلم فيه بنون الجمع .
والآن نصل إلى ما وصل إليه هذا الكاتب من ما يدعوا للتعجب وهو يخاطب شخصا جرده من نفسه أو يخاطب خيالا يعرفه هو فيقول الانصاف من شيم الأشراف لقد فرضتم علمكم ونشيدكم على الموريتانيين أكثر من 50سنة دون أن تسألوهم عن رأيهم فيها وترفضون أن تستشاروا اليوم في تعديلهما .
أيها العقلاء المثـقفون الموريتانيون أسألوا معي هذا الكاتب الكبير هو يخاطب من؟ في كلماته هذه وماذا يعنى بقوله علمكم ونشيدكم إلى آخر الكلام أعلاه في كلامه هو .
والصفحة الأخيرة عند الكاتب الكبير يعود معها إلى كلمة الإصلاح المقال الثاني ويقول إنها تطيرت باللون الأحمر الجديد ، ونقول هنا للقراء هل سمعتم عن متخصص إسلامي حتى درجة دكتوراه وهو لا يفرق بين التطير والفـأل.
فاللبنة الأولى من معارف المسلم هي العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يكره التطير ويحب الفـأل الحسن وقد استعمله في تغـيـير أسماء تشير إلى الشر إلى أسماء تتفاءل بالخير وأنا قـلت بالحرف الواحد : يمكن لبعض المواطنين إذا رأى اللون الأحمر في العلم أن يقول (مان فالـك ) واتبع الكاتب الكبير بقوله: أني سخرت من دم الشهداء ووصفته بالنجس ، فاسمعوا أيها العقلاء المنصفون هل الدم المسفوح نجس أو غير نجس وهل دم الشهداء يعـد من الدم المسموح ؟ .
فأنا لم أتـكلم عن دم الشهداء، فالشهداء مدرجون بدمائهم وعدم الصلاة عليهم فكل ذلك عنده أحكام واضحة لا تحتاج إلى التذكير ، أما أن الاستفـتاء سينجح لائحة التغـيـير فهذا لا ينـكره أحد في العالم الثالث ولا يحتاج أن تستعملوا تـشـبـيها قرآنيا هو أبعد ما يكون المشبه بالمشبه به حين شبهتم قول الله بالاستـفـتاء على مستخرجات الحوار حين قـلتم يقول تعالى: (( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود)) ما أبعد قدرة الله من كلام الإنسان فاليوم المجموع له الناس من آدم إلى آخر إنسان ، ومشهود من الله والملائكة وكل الإنس والجان مشبه به استـفـتاء موريتانيا على لائحة الحوار التي لا يقترع عليها ما يـبلغ مليون شخص وأنتم استـنـكرتم التفسير والتأويل والتضمين وأنـتم بهذا التـشبـيه ماذا فعـلتم ؟
وبعد الانتهاء من إعراب ما أعجمته إصلاح كلمة الإصلاح نعود إلى بدايته لناتي على سبب تحريفكم العنوان عن لفظه لتقولوا كلمة الإصلاح والتـنمية فالتنمية هي آخر اسم " تواصل" التجمع الوطني للإصلاح والتنمية لتفهموا القارئ أنني أنا انتمي لحزب تواصل وذلك نهجه الوسطي الإسلامي يتفق مع نهج الإخوان المسلمين على الصراط المستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وبذلك يكون ينـتمي إلى حركة الإخوان المسلمين الموجودة في كل أنحاء العالم ، وبذلك تبـيح أنتم لأنفسكم مهاجمة كل من له صلة بتـلك الحركة وهو مجرد تزيـين واضح من الشيطان ولاشك أنكم تعلمون أن هذه الحركة ورجالها الأفذاذ توفي كثير منهم قبـل ميلادكم ، كما أنكم لا تعرفون من رجالها إلا قليلا ، ولاشك أنه إذا كان بعضهم فعل ما لا يرضيكم فهو لا يمثل أي نسبة في المائة من هذه الحركة ، والباب الذي فتحه لكم الشيطان بمهاجمتها وهي لا تعرفكم ولكن الله يعرفكم ويعرفها والكرام الكاتبون يعلمون ما تـفعلون ومع أني لا أدافع عنها لأن الخطر الحقيقي على الإنسان هو المحاسبة يوم القيامة فإذا كانوا ممن يـبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان فكلام البشر لا يضرهم بل سيقال له أهؤلاء الذين أقستم لا ينالهم الله برحمة أدخلوا الجنة الخ الآية ، وإذا كانوا ممن يقال لهم (( وقدمنا إلى عملوا ن عمل ))الخ الآية فالكلام يستحقون أكثر منه.
ومن هنا أنصحكم نـتيجة الأخوة الإسلامية وكثرة الأصدقاء من ذويكم أن تسدوا على الشيطان بابه المفتوح من تزيـين الباطل .
فأنا لا أكتم أني قرأت مقالكم الذي تقارن فيه بين ليـنـين وحسن البنا فهتفت في نفسي قائلا تـلقائيا ما ألعن هذا الشيطان الذي يزين للمسلم هذا النوع من تجاهل الأخلاق الإسلامية فلاشك أن هذا المسلم الكاتب يحفظ قوله تعالى (( أفنجعل المسلمين كالمحرمين ما لكم كيف تحكمون ، أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ، أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتـقين كالفجار ، أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون )) .
ولاشك أن الكاتب يعرف أن كل من آذى مؤمنا وأكل عرضه يكون خصمه يوم القيامة وها أنا أنقـل لك شذرات من التعريف بأحد خصومك يوم القيامة أي ما قاله وما قيل عنه .
لقد استـنبط من كثرة ممارسته لتوجيهات الإسلام هذه الدعائم العشرة :
1 ـ دوام استهداف الوحدة بين صفوف المسلمين وربط قلوبهم
2 ـ كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله يلـتقي مع الإخوان في ظل التوحيد وتجمعه وإياهم كلمة التوحيد وتعصم دمه وماله وعرضه الأخوة في الله .
3 ـ، اتهام النفس وإحسان الظن بالمخالف اقـتداءا بقول الشافعي : ما جادلت أحدا إلا وتـنميت أن يكون الحق معه .
4 ـ أدب الأفكار والاختصام يكون بألين الوسائل .
5 ـ تذميم الجدال والمكابرة ، 6 ـ احياء فقه تعـدد الصواب والابتعاد عن التدابر والتزاحم .
7 ـ استحضار خطر العدو المشترك لكل المسلمين ومحاولة جمعهم في صعيد واحد لمواجهته .
8 ـ الرثاء للضال لا الشماتة به والتعاون أن المتفق عليه بين المسلمين ، 9 ـ التعاون في المتفق عليه بين المسلمين ،10 ـ فتح العمل والانتاج لكل فرد من الجماعة واستـغلال طاقته .
أما ما قيـل عنه فيقول المفكر الإسلامي الكبير الحسن البدوي : إنه الشخصية التي جمع الله فيها العقـل الهائل المنير والفهم المشرق الواسع والقـلب المبارك الفياض والزهد والقـناعة دون عـنت في الحياة وبعد الهمة دونما كلل الخ .
وأقول أنا مع هذا كله والله ثم والله لا أدري ولا غيري يدري ما سيفعل الله به ولا بمثـله .
أما لينيـن فـنقول فيه وفي مثـله بأنهم ألفواآباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون ،وعلمه الاشتراكي العمالي فقد أضله الله به على علم وختم على سمعه وجعل على بصره غشاوة .
أيها الأخ إن كرهك هذا الذي عممته على جميع ما سمي بالإخوان المسلمين وعلى شابههم في أنحاء العالم الحي منهم والميت فلم يفعله في موريتانيا إلا برام الذي يكره البيظان ويقول " يا ويلـكم يا البيظان " سواء الحي منهم والميت ومن كان يملك رقيقا ومن كان لا يملكه وسواء الفقير منهم والغني .
فإن استطعت أن تـتـغلب على شيطان كره الإخوان المسلمين فقد قـتـلت الشيطان حيا لأنه يكرههم أكثر منك إلا أنه لا يموت إلى يوم يـبعثون .
وبعد هذه النصائح التي قدمت لكم فأنا أعرفكم بنفسي سياسيا لتـكـتمل عندكم الصورة إذا احتجتم لمهاجمة أخرى لكلمة الإصلاح العازمة -إن شاء الله- أن تـكتفي بهذا الرد إلى يوم الفراق المحتوم .
أولا : أنا لست معارضا ولست مواليا وقد كتبت عدة مقالات يفهم منها ذلك لأني لا أرى مرجعا في الإسلام لهذين الاصطلاحين لأن المعارض للحاكم مأمور بأن يجعل معارضته نصيحة مقولة له في الخفاء ، وأما الموالاة فلا تجوز في ما خالف الشرع وتجب في ما عدى ذلك ، إلا أني أنتسب في السياسة لحزب معارض هو ( تواصل ) وهذا الانـتماء أعتز به واحتسبه ذخيرة غدا عند ربي ، فأنا ممن أراهم الله أن الدنيا بمثابة صفحات تـقرأ وكل صفحة قرئت ينتهي العمل بها وهكذا دواليك ، وبعد انــتهاء قراءة الصفحة في الدنيا فإن إلى ربك المنـتـهى .
ومع أن روح التشريع تطلب من المسلم أن يشارك في الدنيا إذا كانت مشاركته تـنـفع الإسلام وإلا فعليه أن يأخذ غـنـيـمة يتبع بها شعاف الجبال حتى يدركه الموت .
وبناء على ذلك فإني عزمت على المشاركة مع ذلك الحزب فيما أستطيع المشاركة فيه من ما يتـيقن أنه لا يخالف الشرع .
أما ما دعاني إلى ذلك فإني كنت أعرف منهج حياة حزبهم قـبل الترخيص له وكان صورة طبق الأصل لما يتصور عن سلوك مسلم يعرف أنه مسؤول عن عمله في الدنيا قبل الآخرة ، وأما الآخرة فالأخلاء فيها أعداء إلا المتـقين .
والآن دون لف أو دوران أدعوك أيها الأخ الكريم ان تزور ذلك الحزب أيام انعقاد مجلسه الشوروي ومعك جميع ما قرأت من سلوك المسلم المطلوب منه بعد نداء الله له ب (يأيها الذين آمنوا) في القرآن وأنت أيها الكاتب الكريم يشملك هذا النداء معهم ، فكما أن كل نفس ذائقة الموت وكل نفس بما كسبت رهينة يشملك معهم أيضا((يأيها الذين آمنوا استجيـبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيـيكم)) فإذا حضرت تـلك الأيام فسترى وجودها وسلوكها 24 على 24 ساعة لا تخالف ما أحضرت معك من تعاليم الإسلام أمرا ونهيا سواءا كانوا ذكورا أو إناثا شبابا أو شيوخا ولا استـطيع تـفسيرا ذلك كله إلا بالدعوة إلى رؤيته مباشرة ولا أزكي على الله أحدا ،وعندئذ سأقول لك ذلك حزبي فجئـني بمثـله إذا جمعتـنا يوما يا فلان المجامع (الحزبـية )
ومع ذلك أدرك جيدا أن الصحابة في المدينة توفى عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم المنافقون يعرفون بلحن القول وأن الأعراب من حول المدينة فيهم من يتربص بالمسلمين دائرة السوء وفيهم من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله إلى آخر الآية.
ولمعرفتي -ولله الحمد- بذلك فإن عقيدتي تـتـرك مكانا له .
ولعلمك فإن هذا الانـتـساب -وكفي بعلم الله دون البشر- لا أريد منه حبة خردل من الدنيا ولا أتوق إليها .
وأخيرا فإني لا أستحي من كثـرة نصيحتـكم بسبب ما أسلفت من الصداقات المتفرقة في ذويكم وقول لكم إنكم حملتم لقـبا لم أسمع أن لقب به إلا قامة سامقة من أهلكم لا تصلها إلا اليد الطولى تطلب اليمن والخير والبركة كما أنها لا تـنزل يدها إلا لإعطاء ذلك .
فما دمتم في معمعان السياسة فعليكم أن تصعدوا بذلك اللقب لتضعوه في مكان خاص آمن فإذا خلصكم الله من تـلك المهنة المؤقـتة فـلتخرجوه نـقيا صافيا كما كان وتجعلوه على رؤوسكم مع أنه ما في نسبكم الخاص ولا في الفخـذ الذي تـنـتمون إليه من ذويكم ما يخجـلكم من الانـتـساب إليه .
وأخيرا أخـتـم ما نعـتـبره جميعا نصيحة بقوله تعالى(( فستـذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ))