قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفى حفرة من النار فأقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون.) صد الله العظيم
وقال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) صد الله العظيم
إن ثمرة بناء الإرادة التنموية تتجلي في نضج الحراك الشبابي الهادف إلى البناء بعيدا عن التموقع والتكسب الذاتي حريصا على مد جسر يد التعاون والتكاتف والتآزر لجميع مكونات الطيف الاجتماعي بعيدا كل البعد عن اديولوجيات ونظريات العمق الطائفي والديني كتكريس للهيمنة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية التي تجعل من الإنسان دمية بيد آخرين وبمعنى آخر من لا ينتج جديدا.
فالبناء التنموي يحتاج إلى وعي الجميع وتكاتفه وتآزره وتعاونه من أجل النهوض لمستقبل بناء وواعد.
إن بناء الإرادة القوية التنموي للشعوب لا تحتاج فقط إلى جيل الثقافة و العلم والمعرفة (تاريخ العلم والعلماء وبناء الأمجاد) بقدر ما تحتاج إلى توظيف ذاك العامل الأساسي في البناء والازدهار وبالبعد كل البعد عن التفرقة والتشرذم والتموقع والتكسب الذاتي الذي هو العامل الخطير في انهيار الشعوب وفقرها ونسيانها والعبث بمنظومتها الاجتماعية والفكرية والسياسية والاقتصادية فإن جميع عوامل الانهيار الذاتي والخلقي والمستقبلي تجلى في نظرة التفرقة والتكسب والتموقع الذاتي كل هذه كانت وستكون دوما معضلة في ازدهار وتقدم الأمم.
الخلاصة: فالشريعة الإسلامية أحاطت بذلك بوابل من التمييز والتحذير والابتعاد عن مسالك ومنابر التفرقة والفتنة وشرعت التعاون والتكافل الاجتماعي والتآزر والتعاضد وسيلة أساسية منبثقة من الشريعة السمحة فلا خير إلى دلت عليه ولا شر إلى حظرت منه. قال تعال (واعتصموا بحبل الله جميعا......)الآية وقال تعالى (وتعانوا على البر والتقوى.............) الآية
وقال صلى الله عليه وسلم (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشدو بعضه بعضا) حديث شريف
عنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعاً يَقُولُ:
((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ )) متفق عليه
وصيتي عليكم بنبذ الفتنة والتفرقة والعمل على التعاون والتكافل والتعاضد والتسامح والتآخي والعمل الجاد من أجل الجميع. فالشباب قوة حية وأساسية في النهوض بالمجتمعات وبالتنمية عامة.
تنبيه فالشخصية الإسلامية شخصية قوية بامتياز ،تنموية، اجتماعية، فكرية، سياسية، ثقافية، إعلامية، طامحة من أجل بناء ركيزة إنسانية قويمة.
تذكير: إن الإعلام له الدور الخاص والهائل في إنارة الطريق لشعوب العالم وهو السبيل إلى معرفة التشريعات الإسلامية خاصة منها "العلمية والاجتماعية والفكرية والثقافية"
اخوكم : محمد فاضل عبد القادر الحاج (ول انجاي)