قالت خدجة بنت عبد الله ولد أكليب إن مداخلتها البارحة أمام الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز لم تخطط لها، ولم تتوقعها قط، لكن الألم الذى هز مشاعر الفقراء جراء تطبيل النخبة السياسية دفعها للمغامرة وإجبار الحراس على السماح لها بمخاطبة الرئيس.
وقالت بنت أكليب فى مقابلة خاصة
إنها تسكن فى حي فقير مع والدتها، وكانت أول النهار مشغولة بمصير ابنها داخل إحدى المدارس خوفا عليه من الضياع فى ظل التخمة التى تعانى منها المدينة بعد أن غزتها جيوش العاصمة نواكشوط.
وكان منظر المدير وهو يحاول تعويض النقص الحاد فى المعلمين ، بعد سحب بعض المعلمين للمدارس المبرمجة فى الزيارة أمر مشين ومثير للاشمئزاز.
وبعد الساعة الواحدة قررت التوجه إلى مقر الولاية لعلها تجد فرصة للدخول، لكن الأمور كانت موزعة بين أطر المقاطعات، بينما لم تتح أي جهة لفقراء المدينة بطاقة دعوة واحدة.
وتقول بنت أكليب إنها رابطت عند بوابة الولاية حتى الثالثة من دون غذاء أو شراب، ولكن القدر ساق لها أستاذتها السابقة فى الباكولوريا (الطاهره) التى احتضنتها ومنحتها بطاقة دعوة، واصطحبتها إلى داخل الولاية ، حيث يستعد الرئيس لعقد اجتماعه مع الأطر الساعة الخامسة.
وتقول بنت أكليب إنها قررت المساعدة فى التنظيم داخل الخيام المنصوبة للرئيس وكبار الأطر، وعندما انطلق المهرجان شعرت بألم شديد جراء تسابق النخبة للتطبيل والتزلف، وغياب أي طرح منصف يراعى أصحابه واقع الولاية المتدهور بفعل تعطل السياحة وغياب الصحة وتدهور التعليم وانعدام فرص العيش الكريم.
وتضيف " تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الجهاد .. فعمت أن أتكلم وعبرت الصفوف باتجاه الرئيس، الذى حاول حراسه منعى من التقدم، لكن تحت الحاحى منحنى الحق فى الكلام".
وتقول بنت أكليب إنها عبرت عن واقع سعرفه كل سكان آدرار، وإنه لامشكلة لديها مع الوالى أو الحاكم أو أي طرف سياسى داخل الولاية، لكنها لم تتمكن من ابتلاع التزييف الذى مارسه بعض أطر الولاية، وخصوصا النخبة التى تنتمى للجامعة ويعتقد أن لديها مستوى من التعليم يسمح لها بتحمل المسؤولية والمحافظة على صورة المواطن الموريتانى، ورعاية مصالحه والبعد عن منطق الخداع الذي يمارسونه الآن بحق الرئيس.
وختمت بنت أكليب " أدرك قيمة الضرر الذى قد يلحقنى ويلحق أسرتى من بعض أباطرة المدينة، لكننى قررت قول الحقيقة كما هي ، وعلى الله قصد السبيل".