
أغشوركيت ( آراء ) : الوزير محمد عبد الله ولد أداع من الرجال القليلين الذين تفرض كفاءتهم ومهنيتهم، لمسات خالدة مما ينفع الناس ويمكث في الأرض؛ في القطاعات التي يمرون عليها..
تذكرت إحدى هذه اللمسات اليوم وأنا أشاهد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني يضع الحجر الأساس لمشروع تزويد مدينة كيفه بالماء الصالح للشرب من نهر السنغال.
فخلال تقلد الوزير محمد عبد الله ولد أداع حقيبة وزارة المياه والصرف الصحي لمدة سنة فقط (أبريل 2016 - مايو 2017)، انطلقت دراسة هذا المشروع العملاق…
كانت مدينة كيفه - ثاني أكبر مدن البلاد - تعاني من عطش حاد، حيث لا تكاد في تلك الفترة تحصل - وبشق الأنفس - على 1600 متر مكعب يوميا، وكانت الحلول المتاحة منذ وقت طويل محدودة ومؤقتة، سرعان ما تتجاوزها احتياجات مدينة كبيرة كـكيفه، مثل دعم القدرة الإنتاجية من حقل آبار نگل.
كان التفكير آنذاك في إيجاد حل دائم لمشكلة المياه الصالحة للشرب في كيفه يقتصر على خيارين فقط هما؛ تزويدها من فم لكليته، أو من بحيرة كنكوصة.
لكن كان للوزير رأي آخر، فصرف النظر عن تلك الخيارات حيث اعتبر أن سد فم لكليته تم استغلاله لتغذية عشرات القرى والمدن في منطقة آفطوط ومثلث الأمل.... وقد يكون من الأخطاء الاستراتيجية أن يعتمد عليه أيضا في تزويد مدينة كبيرة مثل كيفه.. فيما اعتبر أن استغلال بحيرة كنكوصة لهذا الغرض قد يشكل مخاطر بالنسبة لها ولمحيطها على الأمد القريب والمتوسط…، بعد التأثيرات البيئية التي ظهرت بعد استغلالها لأشغال الطريق المعبد بين كيفه وكنكوصة.
وأمر بإنشاء دراسة تزويد مدينة كيفه من نهر السنغال إنطلاقا من مدينة گوري الذي يشكل مصدرا مستديما لهذا النوع من المشاريع، نظرا للامحدوديته وقد أثبت جدارته في التجارب السابقة...
بينت مقارنة سريعة بين الخيارين الرئيسيين لتزويد كيفه من فم لكليته أو نهر السنغال، من طرف الوزير أن المسافة بالنسبة للسيناريو الأول الذي يمر بچوك أقل بقليل من المسافة في السيناريو الثاني - من النهر - لكنها تستدعي استخدام مضخات على طول الخط - بسبب ارتفاع منطقة لعصابة بحوالي مائة متر - مما يزيد تكاليف الاستغلال نتيجة استعمال الطاقة.. عكسا لخيار خط النهر الذي لا يعاني من سلبية هذا الارتفاع، كما أن من إيجابياته مروره بمدن وتجمعات مثل ولد ينج وكنكوصة...
عند مغادرة الوزير وزارة المياه، كانت دراسة مشروع تزويد مدينة كيفه بالمياه من النهر قد بدأت بالفعل، لينطلق بذلك مسار هذا المشروع العملاق الذي يضع رئيس الجمهورية حجر أساسه اليوم.
محمد المرتضى
.gif)
.jpg)










