دول الساحل : هل تنجح قمة باماكو في مواجهة تصاعد الجماعات المسلحة؟ | أغشوركيت

دول الساحل : هل تنجح قمة باماكو في مواجهة تصاعد الجماعات المسلحة؟

ثلاثاء, 23/12/2025 - 19:44

أغشوركيت ( أنباء إقليمية ) : تنطلق في العاصمة المالية باماكو، يومي الثاني والعشرين والثالث والعشرين من ديسمبر، قمة تحالف دول الساحل التي تجمع قادة مالي والنيجر وبوركينا فاسو، في ظل أوضاع إقليمية بالغة التعقيد تتسم بتصاعد هجمات الجماعات المسلحة وتراجع الدور العسكري للقوى الدولية التقليدية في المنطقة.

ولا تُعد هذه القمة مجرد اجتماع دوري، بل تمثل محطة مفصلية لتحالف تشكل في سياق الانقلابات العسكرية التي شهدتها الدول الثلاث خلال السنوات الأخيرة، وتسعى من خلاله الأنظمة الحاكمة إلى تقديم نفسها كقوة إقليمية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية بعيدًا عن الوصاية الخارجية.

وكانت التحضيرات للقمة قد انطلقت منذ أواخر نوفمبر عبر اجتماعات وزارية مكثفة، وصولًا إلى القمة الرسمية التي تأتي عقب سلسلة هجمات دامية نفذتها جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، ما جعل من الاجتماع محاولة عاجلة لوضع خطة مشتركة لمواجهة تهديدات باتت تقترب من العواصم نفسها.

وتُعد قمة باماكو الدورة الثانية لمجلس رؤساء دول تحالف الساحل، حيث يلتقي القادة لبحث التدهور الأمني المتسارع، بعد أن استغلت الجماعات المسلحة الفراغ الناتج عن انسحاب القوات الفرنسية من مالي عام ألفين واثنين وعشرين، وتقليص الوجود الأميركي لاحقًا، لتوسيع نفوذها والسيطرة على مساحات واسعة من الأرياف وفرض حصار على عدد من المدن، ما أدى إلى شلل اقتصادي وتفاقم الأزمة الإنسانية.

ويركز جدول أعمال القمة على تعزيز التنسيق العسكري بين الجيوش الثلاثة، غير أن التحالف يواجه تحديات كبيرة تتعلق بضعف الإمكانيات المالية والعسكرية، ونقص التجهيزات الحديثة، في وقت يعتمد فيه بشكل متزايد على دعم محدود من شركاء جدد، من بينهم روسيا، التي تقدم مساعدات أمنية عبر شركات عسكرية خاصة.

ويعكس هذا التوجه رغبة الأنظمة العسكرية في تنويع مصادر الدعم الخارجي، لكنه يثير في الوقت نفسه مخاوف من تعقيد المشهد الجيوسياسي في منطقة الساحل، التي تشهد تنافسًا متزايدًا بين القوى الدولية.

وعلى الصعيد الداخلي، يواجه القادة العسكريون ضغوطًا سياسية واجتماعية متصاعدة، إذ تطالب المجتمعات المتضررة من الهجمات والتهجير بحلول سريعة وفعالة، بينما ترى قوى مدنية معارضة أن استمرار الحكم العسكري يساهم في تعميق الأزمة بدل معالجتها. في المقابل، تراهن السلطات على أن تحقيق تقدم أمني ملموس سيعزز شرعيتها داخليًا ويحسن موقعها خارجيًا.

ولا تقتصر التحديات التي تواجه تحالف دول الساحل على الجانب الأمني فحسب، بل تمتد إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، حيث تستغل الجماعات المسلحة الفقر والبطالة لتجنيد الشباب، وتفرض أنظمة حكم موازية في المناطق التي تسيطر عليها، ما يضعف سلطة الدولة ويخلق فراغًا سياسيًا خطيرًا.

المصدر :
https://www.aljazeera.net/news/2025/12/21/%D8%B2%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%A1...