كلمة رثاء وترحم مستحقة / الأستاذ محمدو ولد لبار | أغشوركيت

كلمة رثاء وترحم مستحقة / الأستاذ محمدو ولد لبار

جمعة, 10/02/2017 - 10:21
الأستاذ محمدو ولد البار

ملاحظة من طرف إدارة الموقع: كتب اللمقال 30 يناير الماضي. ونعتذر عن تأخر نشره نظرا لظروف خارجة عن الإرادة.
المقال :
هذه الكلمة أرجو أن يكون صاحبها داخلا في قوله تعالى ((ألئك هم المتقون لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون]
إنني أستحيي من نفسي أن أصف الناجي بن هدية رحمه الله تعالى بأخي أو صديقي لأن ذلك لفظ عام يقال لكل أحد فهو أقرب إلي من نسب الأخوة والصداقة الموجودة بين البشر فلم أجد تعبيرا يمثل علاقتي به إلا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عن ابنته فاطمة رضي الله عنها أنها بضعة منه فهو كذلك بضعة مني ما كنت أتصور أن أكون بعدها في دنيا لا توجد فيها فما أحقرها إذا عندي بدونها.
فهو عندما كان يهاتفني بالتحية يبدأ من رجلي حتى يعمني فأرجو من الله أن تكون تحية الملائكة له عند دفنه (( سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)).
إن هذه الشخصية التي كانت في ألاك تسمى الناجي بن هدية لا تستطيع الحاسبة الالكترونية أن تعد خصالها الحميدة لأنها لن ترى إلا الخصال الظاهرة لذا فإن ما سأذكره أنا فيه من الخصال يعرفه كل أحد.
فكأن الله استجاب مبكرا لدعائه [اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجل]
فمنذو صغره لم يدخل له الجبن أي جارحة فلو اجتمع جميع الأعداء أمامه لظنهم أرانب تبحث عن أكل العشب ، ولو جعل الدهر أمامه مطبة سميكة لوطأ عليها مارا كأنه لم يرها.
وقد فتح الله عليه بمساعدة الضعفاء وأهل الحوائج وحب المساكين فهو دائما ينفذ قوله تعالى (( إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم)) والبقية هنا تكفل الله بها وهي (( ونكفر عنكم من سيئاتكم)) والله تعالى يقول (( أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه))
وما يعرف الجميع الآن هو أن كلمتين اثنتين اختفى سماعهما بألاك.
الأولى ( دخلت مدينة ألاك محتاجا لكذا فوجدت الناجي بن هدية إلخ أو وجدت رجل "أجيجبة" وأنا محتاج إلخ.
فرحم الله الناجي بن هدية ما أحسن سريرته وما أقضاه لحوائج المحتاجين.
أما طبيعته مع أسرته فلم يكن والدا حنونا فقط بل كان صديقا خاصا لكل واحد منهم -أو واحدة – منهم يسر إليه ما يسر من محادثة لا لغو فيها ولا تأثيم ، وكذلك الأخوات وأبناؤهم كما يعلم الجميع.
أما عقيدته الراسخة فهي مع الله مباشرة فلم يزاحمها في قلبه من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.
بكلمة واحدة فالذي يظهر أن الله أحبه وأمر ملائكته بذلك ووضع له المحبة في الأرض في قلب كل من يعرفه ، فنرجو من الله أن يجمعنا بكامل أسرنا –نحن وهو- مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ولم يبق إلا أن أمثل سيرته بقول الشعراء في مثل خصاله:
من سالم الخلق لا حقدا ولا حسدا ***** ولا ملاحاة منه لا ولا جدلا
وقل الآخر:
واذكر ثلاث خصــال قد عددن له *** هل سَبَّ من أحد أوسُبّ أو بخلا
والآخر:
نفاد زادك من دنياك زودنا *** حزنا وإن كنت مسرورا به جذلا
ووردك الموت روانا الزعاق وإن *** رواك مورده الصهباء والعسلا
وإنا لله وإنا إليه راجعون