قمة الإبداع أن يهدينا الشاعر نصا تتمنع كلماته على الفهم السطحي ...و يتركنا نتذوق بأنفسنا طعم "المسكوت عنه" بين ثنايا الحروف ...صباح اليوم استمعت لبرنامج إذاعي يحكي فيه أحدهم قطعة من "لغن الحساني "عميقة الشحنة الدلالية حاول صاحبها إقناعنا بمعرفته للسلوك المناسب لمرحلته العمرية ، وأكد لنا مع ذلك، وبطريقة موغلة في الرمزية، أن أذنه مازالت تسمع ..وعينه مازالت ترى ...وقلبه مازال ينبض ..إلا أن نفسه تتعامل مع كل ذلك بصمت، حتى لا يقوم بفعل (ش ماهُ امْكَادْ اعْلِيهْ ) ...فيقول :
نَعرفْ عَنْ يَاسِرْ مِنْ لِمْرَادْ // اعْلِيَّ ماهُ مِنْ لِمْكَادْ
كَاعْ اتْلَيتْ ونَعْرَفْ عنْ زادْ //يَاسِر مِن شِ كان اعْليَّ
زيْنْ إنُّو شَيْن اعْليَّ عادْ //غَيْر أسْوَ حَامِدْ عَرْبِيَّ
بَعْد اللِّي نَعْرَفْ عنِّي كِنْتْ //ابْعَيْنِيَّ وبْوذْنَيَّ
وبْگلْبِي ، وبْگلْبِي مَزِلْتْ // وبْعَيْنِيَّ وبْوذْنَيَّ .
من صفحة الكاتبة حواء ميلود على الفيس بوك