أغشوركيت (ثقافة) : ذات مساء في القاهرة سألني وزير خارجية الكويت الأسبق د.محمد صباح السالم الصباح أثناء عشاء رسمي على مركب نيلي متحركـ يدعى مركب فرعون النيل، سألني باحترام وأدب ومحبّة عن شهادتي في اللغة العربية ومن أي جامعة؟ ولاقى سؤاله هذا قبولا واستحسانا من زملاء آخرين. أحسستُ بإحراج كبير وانفعال، وبدأت عواطفي تتحرّكـ ولونُ وجهي يتغيّر،،، ولكنّي تداركتُ نفسي بسُرعة، وقلت له مازحا: وهل تصدّقني معالي الوزير وأخي العزيز، قال: وكيف لا أصدقكـ وأنت وأنت، رئيسنا وحبيبنا؟ قلتُ: أنا لم أدخل مدرسة عربيّة نظاميّة أبدًا، ولا أحمل من الشهادات العربية إلاّ الشهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمدا رسول الله! قال مسرِعا: كيف؟ قلتُ لهُ: نعم، لم تطأ قدماي مدرسة عربية نظامية ولا شهادة عندي إلاّ شهادة الدروس الابتدائة في اللغة العربية!وما إن انهيتُ كلامي حتى انبَهَرَ القَوم وتحَيّروا واندَهَشوا. بعضهم ضحكـ، وبعضهم ارتَبَكـ. وبدأ حديث شائق وشهِيّ عن الأسرة الموريتانية بصفة كونها بيئة حاضنة ومحفّزَة لتحصيل العلوم والمعارف. وامتدّ الحديث وانبَسَط ليشمل المحظرة ودورها وإشعاعها. وشيئا فشيئا، تحوّل العشاء إلى سهرة أدبيّة رائعة انشرحت لها صدور الزملاء وابتهجت قلوبهم،،، فجعلوا يشكرون ويثنون على المحاظر الشنقيطيّة، ويزيدون في الوصف والمديح، وتأسّفوا كيف لم يخبرهم أحد بقصتها قبل الآن. وفي الصباح من يوم الغد، فاجأني د.أحمد ماهر رحمه الله بطرافة المصريّين المألوفة وعَرَضَ عليّ مبلغ 50000 دولار مقابل شهادتي الإبتدائية.كان ذلكـ مُداعَبة ومضاحَكة في ذلكـ التاريخ؛ ولكنّي اليوم (بَـعْـد) مستعدٌّ لسماع السَّومِ بأذن واعيّة! إلذاكـ ... ههه
الوزير محمد فال بلال