أغشوركيت ( مقالات كتاب أبناء المقاطعة ) : سيادة الرءيس ، عندما يسود الإهمال وتنعدم المتابعة وتغيب المراقبة لدى السلطات القضائية والهيئات التشريعية ، ويتحرر الإنسان من مبادئ الدين الحنيف وتحكيم الضمير المأنب ، وتوجيه الوازع الأخلاقي .... يستشري الفساد داخل أروقة كل قطاع ومؤسسة ، والفساد من المنظور الفقهي هو " مخالفة الفعل للشرع أوخروجه عن الإعتدال " ، ويتأكد الإنحراف والحيف في وزارة تركب اسمها من منظومة
عميقة الجذور ومتصلة الأواصر بتعاليم المجتمع وأصول شريعته ومبادئ دينه ، إنها وزارة " الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي " سيادة الرءيس ،
إن تهميش العلماء والأئمة وشيوخ المحاضر .. وإقصاءهم الهمجي من جميع المنافع التي توزعها الوزارة بقسمتها الضيزى على مشاريع استحدثتها في الآونة الأخيرة ، والتي أرادت من خلالها الإرتماء في أحضان السياسة الآجنة بتقوقع التسييس لكل نشاط تقوم به على كل مناحي التخندق والإزدلاف ، أمر يقضي بأنها ستظل أسيرة ل " مسرح القضايا الضبابية التي لاصلة لها بالإختصاص ، سيادة الرءيس ،
إن خروج هذاالقطاع عن المألوف يعد استهزاء بمرجعية البلد ومقدساته ، وتفريطا في مصالح العباد ، واستدبارا للشرع ومقاصده التي تنيط مصلحة المسلمين بزمامه ، ( حيثما كانت مصلحة المسلمين فثم شرع الله )) ، وقداتسمت وتيرة هذه الوزارة من ذرتها إلى مجرتها ، ومن قمتها إلى قاعدتها ، بالفوضى والإعوجاج في وهام من ءاصار الجريض والإنقطاع في بيداء الإدارة والتسيير ، مما يفرض على حكومتكم الإستفاقة من سبات التغافل والتغاضي عن قطاع أصبح يدار باجتهادات شخصية لاتخضع لمعايير النزاهة وأبهة الأخلاق .
سيادة الرءيس ، رغم تضييق الوزير الحالي الخناق على مناخر كل كام وجعله في هوة الوزارة التي تفاقم استياء منتسبيها من فشله في وضع استيراتيجية لإنقاذ قطاع بات ينظر إليه بالإحترام نظرا لمكانة أرباب حقيبته ، إلا أن بعد الوزير من طاولة النقاش والمفاوضات ، وإشراك الأئمة وشيوخ المحاضر ، عرجنه في متاهات الفساد والمحابات والامبالات بشأن موظفي القطاع والمؤسسات التابعة له ، والتي منها :
— قطاع المساجد ، ولنأخذ الجامع العتيق نموذجا ، ( مسجد بن عباس )) ، فبالرغم من عظمة المسجد ومكانته في الإسلام ، وربط تعميره بالإيمان بالله جل وعلا : (( إنما يعمر مسجدالله من ءامن بالله واليوم الآخر ....)) ، وتعميرها يكون بالصلاة فيها والذكر ، وبنائها وإصلاحها وتفريشها وتنظيفها .... وهذا مالم تمتثله الوزارة في خابل جهودها التي لم تسد ثغرات ماأفسده الدهر من أول جامع وضع أساسه على أديم العاصمة ، والذي لاتفصله عن مكتب الوزير سوى أمتار ، فهو اليوم بلارعاية ، ولانوافذ ولامكبرات صوت ...... ، هذا فضلا عن الفوضوية في تقنين الإمامة والتضييق على الإمام على حساب الإديولوجية أوالإنتماء .
— رابطة العلماء وأختاها اللتان تحتضران إلى التحاق برفيق كان وخبرها ، (( اتحاد الأئمة ومؤسسة المعاهد)) , التي كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة . سيادة الرءيس ، إن حفظ الموجود أولى من طلب المفقود ، فإنشاء جائزة إقليمية تهدر فيها موارد إفطارات الصائم وعشرات الملايين على قراء ومحكمين استوردوا من الخارج ، ليعكس بجلاء عدم الإكتفاء الذاتي ، في الوقت الذي أطلقتم فيه منارتي علم ودوحة هداية ، " إذاعة القرءان الكريم وقناة المحضرة الفضائية ، " في تجربة فريدة من نوعها ، توجت بتنظيم أولى مسابقة قرءانية كبرى في البلد ، يشارك فيها مايزيد على مليون متسابق ، ويشرف على تنظيمها كوكبة من خيرة علماء البلد وقرائه ، أهل الخبرة والإختصاص ، ولد إنشاؤها ميدانا تشع فيه أنوار التنافس بين أبناء الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، بلد " المليون حافظ " ، وتزرع روح الإقبال على كتاب الله العزيز ، طيلة شهر رمضان المبارك ، وتختتم بحفل بهيج كان له الدور الكبير في إعادة ألق المحضرة الشنقيطية لموريتانيا ، ورد جميل الإعتبار لعلماءنا الأجلاء ، مساهمة من القائمين بإدارة الميدان في الحفاظ على مجد عصمت ثمرته بفضل الله البلد من مرمى النيران والفتن التي اضطرمت في البلدان العربية المجاورة ، وحافظت فعالياته التكريمية على تماسك لحمتنا الوطنية ونسيجنا الإجتماعي ... ، غير أن تجارب الأيام أثبتت — للأسف — أن تلك النتائج لم يرد لها البقاء ، وبقيت معالمها خاوية على طاولة ندوات هامشية ليست أغراضها مادية فحسب ، نتائجها لاهوتية ساذجة ، سيادة الرءيس ،
إن التمادي في تصرفات لاتنسجم مع مقوماتنا العقدية والأخلاقية والحضارية .... ستنتهي بقطاع — التوجيه الإسلامي — إلى الإخفاق الكامل ، لأن تلك التصرفات إذانقلت حرفيتها بأمانة فإنها لن تتلاءم مع خصائص أمتنا الإسلامية ، ولن تساهم في خلق تنمية اجتماعية عادلة ، تنطلق مبادؤها من منظومة عملية واضحة .