أغشوركيت ( مقالات كتاب الولاية ) : ما من صفة مادية في الإنسان إلا ويتقاسم الحيوان معه تلك الصفة ’ إلا صفتي العلم والإيمان ’ العلم بما يدورفي عالم الوقائع والأحداث ’ وما ترتكبه سلامى كل إنسان في يومه وليلته ’ والإيمان ببروق القضية التي أصابها ألم " الدحل " في زمان غريب ’ من مشاهده الإستنزاف المتزايد والطوابر الشبابية الراغبة إلى الإرتماء في أدغال العالم كي تجد الطمأنينة في حرارة المهجر ومعانات البعد من الوطن .
قضايا جعلت المواطن العربي اليوم يبحث عن الحرية والديموقراطية ودولة القانون أمام الفرص الذهبية التي تضيعها معظم البلدان العربية والإسلامية بين الفينة والأخرى ، تخونه رسائل العالم وأوضاعه المتغلغلة من حوله : ( افتراق واجتماع ) إلى مسكوت عنه تفسره إشكالية قدت من امتصاص التحولات العالمية الكبرى ، و التي خلعت دماءها وأزماتها الإقتصادية التي طالت الدول ذات الرأسمالية ، والإجتماعية التي لوثت نسيج البنية الإجتماعية التعددية في أغلب الدول الشرائحية ألابورجوازية ، مصحوبة بنوع من الإحتقان الإجتماعي في ظل الطفرة الديموغرافية التي شهد العالم بعض تحولاتها الجذرية ، ومازالت بلدان في شبه المنطقة حبلى بتقلباتها السياسية التي ارتادت زلازلها العالم العربي ، ودقت إسفين الرحى الدموية في كل شبر من وطن لم تبق فيه إلا أشلاء المراحيم ’ (الماء متغير والدم رضاب ، والخمر مباح غير متخلل ، رجال الدين متخلفون وأصحاب بنادق ، والعسكريون أهل علم وأدب ، والشعراء مكبرات بلاط ، والصحفيون سلطة تمتهن إنشاد بيوت الحرب تحت تهديد اللدغ واللذع لدى ضرغام يتكنس المروءة والقيم الإسلامية في ري الفاقة وينبثق لدى الضرب بسيوط لاذعة اللفح وكثيرة الإستفهامات )...؟؟؟ .
فما الذي يستنطقونه هؤلاء ؟ أهم يندبون دمنهم كأنهم في ريعان شبابهم الصاخب ومشروعهم اللجب ، أهم يبحثون عن كسر الجلاذى بكتابات مجمرة ومكسورة المداد خشنة القرطاس تنادي من وراء حجاب ؟ أم أنهم يريدون تنوير الرأي بما يرونه إسهاما في توجيه المجتمع وتوصيل رسالة إعلامية نبيلة ؟ أم أنه تجشم عناء الأجواز على أدماء " العرمس " المزبد بأطواد حرية الصحافة المصطلية بوقود التمرد على أبسط أبجديات السلطة الرابطة إن لم تكن الأولى ؟
إنها قضايا كثيرة ومثيرة تشد انتابه المتصفح والمتابع الأبله هنا ! في وطن غابت فيه صدقة السر والإتقان في سراء العزلة والمسالمة ، وانتحل كل مايناسبه من مهنة وصفة واختصاص .... والمتساقطون كثر ، (( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون )) .
إنه الضياع لقضية أصبحت تعوي في " قافلة " الفناء الخارج عن سلطة المفاهيم " الزنجية " المتعددة الأنماط والمتنوعة الأساليب المبتكرة ، حيث أضحى الجل – من عشاق – لعنة الحرية يسطوا على فطرة تخرج الإنسان من سباته العقلي الذي وضع لبنته بنفسه فيه ، عن طريق استخدام العقل وفقا لفلسفة " إيما نويل كانت " .
إن القارئ الذي يعتقد تميز العصر بحال من الإنفتاح المتسارع في عالم لايعرف الدوران ، لمفتقر إلى التغذية السليمة ، وبكل أنواع المصادر العلمية والثقافية .. سبيلا إلى التخلي عن سلوكيات ترفعها وتلعب دورها وسائل الإعلام التقليدية ومواقع إلكترونية ووسائط تواصل اجتماعية فرضت نفسها على من راحوا ضحيتها صوب معركة تكنلوجيا المعلوماتية المتسارعة ، حتى أن بنادقها الفارقة عبرت كل العوامل الأخلاقية والدينية والإنسانية ... فلم تعد الحرية الفردية تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ، ولم تعد الأعراض محمية بالشرع والنظم القانونية المعهودة ، فالكل خرج عن مألوفه وأساء على الآخرين ، إذ أنها لم تعد على الأنامل قيود تردع متسلقي جبل " الكلمة " عن الصعود إلى حرم الجمل التي يقولونها عن جرأة الخيال والضمير " المسوق " في مجاراة الأهواء بحثا عن عملة الدخلاء الذين يعيشون حياتهم بالعكس ، على حساب المهنة " صاحبة الجلالة " وقداسة الشرف ، الهدية رشوة مغلفة ، و (التصويت بالنص ) مشى على بوصلة التغريد خارج سرب الآية الكريمة (( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ق : 18) .
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها **** إن السفينة لاتجري على اليبس ...
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم . صدق الله العظيم .