أغشوركيت ( تدوينات كتاب الولاية ) : عن 2019، يرشحُ مما يقوله بعض الموالين أنّ 10 سنوات من العمل الرئاسي والحزبي لم تكفِ لتهيئة شخص واحد مدني أو عسكري يخلف الرئيس عزيز 2019 لإنهاء ما بدأه من عمل؛ ويعتبرون ذلك سببا كافيا لمطالبته بمأمورية ثالثة!؟
وهذا شيء مُحْزِن حقا، خاصة وأنّ من بينهم عمدا ونوابا يفترض أنهم موالون للديمقراطية والشعب.
شخصيّا، لا زلتُ، كما كنت دائما، أستبعِدُ قبول الرئيس بالترشّح لمأموريّة ثالثة.
ولا زلتُ آخذُ على محمل الجَد تصريحاته المتكرّرة في هذا الشأن وآخرها ما قاله لصحيفة "جين أفريك"(Jeune Afrique).
ولا زلتُ أنَبِّه إلى ضَرورَة تمهيد الطريق أمامهُ لخرُوج سَلِس وتهدئة الأوضاع وتذليل العَقَبات وتفادي المطبّات تسهيلا لعملية انتقال السّلطة.
وآمل أن ينخرط هو شخصيا في الحوار مع المعارضة حول أنجع الطرق لتحقيق ذلك؛ كما أتطلع إلى أن تساعد المعارضة في ذلك متى اقتنعت بتركه الترشح.
هذا مع العِلْم بأنّ قرار مغادرته السلطة سيعطيه شعبيّة واسعة في الداخل وسمعة مفيدة في الخارج، ما يجعله سندا انتخابيا معتَبَرا ورافِعة قويّة لمرشح فريقه السياسي للفوز بخلافته.
وباختصار، أعتقد أنّ خروج الرئيس عزيز بطريقة دستورية وقانونية، حتى ولو فاز بخلافته أحد أنصاره ومعاونيه، سيبقى إنجازا كبيرا وتقدما ملموسا في بلد لم يعرف حتى الآن إلاّ الانقلابات العسكرية، وقَفْزَة عظيمة في سجل تاريخ هذه البادِية وأهلها ورِمالها المتحَرِّكة.
هذا مع أنّ فوز المعسكر الحاكم حالا والآخذ في التآكل والتعارض والتدابر ليس قدرا محتوما على البلاد والعباد، إذا ما أحسنت المعارضة اللعب وعملت على توحيد صفوفوها، وقطعت نهائيا مع الموقف "السلبي" و"الرفضوي" و ما عُرِف عنها من تشرذم وانقسام و"تردّد" و"تباطؤ" و"تثاقُل" على الأرض.
عليها أن تتحرّك من الآن باتجاه موريتانيا الأعماق وتخاطب السكان بتَفاؤل وإيجابية وحسن ظن وثِقَة في النفس؛ لعل وعسى أن تفوز بانتخابات 2019، وتكتمل فرحة التناوب .. وتدخل موريتانيا التاريخ من أعظم أبوابه !.
الوزير السابق : محمد فال ولد بلال