أغشوركيت (ثقافة ) : للشعر في المحيط الذي نشات فيه - كما هو الحال في المجتمع الموريتاني - مكانة خاصة انشاء وإنشادا ... وأنا لحد الآن محتفظ بتلك المكانة ...واثق من قدرة الشعر على التعبير عن المشاعر ..و تخليد اللحظات الفارقة ، وتنقية النفوس من شوائب الغضب ...وسوء الفهم ..
- قبل أشهر خرجنا بالولد راشد في استشارة الي طبيب الصدر اثر وعكة صحية المت به ... فاحالنا إلي طبيب القلب بعد ان استشعر اعراضا خارجة عن الربو والحساسية ...
عند مقابلتا لطبيب القلب وهو الدكتور احمد سالم ول اغربط ...شرع في الكشف الطبي ... وبدت على وجهه ملامح الاهتمام ... والتامل لمعطيات " التلفزة " كان تجميع المعلومات وتحليلها يتطلب وقتا ومقارنة .... منها ما يبدو على ملامحه ، ومنها ما يخفيه ...
ساد الغرفة وجوم ... وصمت ... - وفوق ذلك لطف الله سبحانه وتعالى - حانت لحظة النتيجة ...
بدأ بالقول :
نحتاج إلى مزيد من التأكد ...ارى اعراض .."ثقب" اوشيء ما في القلب ... نتعاون مع بعض المنظمات ..في العلاج ...في موريتانيا لا يمكن العلاج ... اطمئنوا ..ولا تقلقوا ...سنهيئ الملف ..ونتابعه ..واية صعوبات ..او عقبات انا مستعد لتذليلها ...
يخيل الي أنني تماسكت ..واما ام الصبي ..فلم تخرج إلا مستندة تخنقها العبرة ....
وفى الدكتور بوعده ..وتابع الملف ...
ذات يوم وجدتني منساقا إلى التعبير للدكتور "ولد اغربط" عن تقديرنا لجهوده وتثميننا لأخلاقه ....شيء ما يقول لي ..ولم ؟ هذا واجبه ..انتم في اثناء المراجعة إن في "طب صباح" او في العيادة الخاصة ... تصرفون ما امكن من الرسوم ... لا تبتذل الشعر عند الأطر والدكاتره ..ربما يظنك " طامعا " .... في النهاية قررت ان اعبر ...وارضي ضميري ...
اليوم عرفت انني كنت مصيبا ...
عندما قابلت الدكتور ولد اغربط بعد عودتنا من المغرب إثر عملية ناجحة بفضل الله...هش في وجهي و بش ...وضحك ...وقال لي :
في باريس ضاعت لي محفظة خفيفة كانت في يدي ..وعند الشرطة كنت اصرح بما احتوته ...فتفاجأ المفوض ..انني ذكرت له ورقة فيها نص شعري غااالي علي .... واستغرب ان اذكر "الشعر " مع ما لا بد منه للمسافر " من اليورو " ...
فهمت القصة ومغزاها...وعرفت ان شعري لم يضع ...
بدات رحلة البحث عن الابيات و هي :
لك الحمد يا الله يا واسع الفضل * على نعمة الإيمان والذكر والرسل
وأن وافقتنا من جبين ابن أغربط * مقابلة دلت على الخلق والنبل
بشاشته في وجه لاقيه رأفة * أناة .. وحلم .. طيب القول والفعل
هو" السالم " العرض المقفي " محمدا " * من النفر الاعلين في الفرع والأصل
له شهدت في المصر أقران دربه * وفاقهم في طب "أفئدة " الطفل
عليك سلام الله عمرت شامخا * معافى من الادواء في النفس والأهل
تخفف ما تسطيع من كرب مسلم * وترسم افراحا على القلب والعقل
وخير صلاة لا يمل انعطافها * على خير خلق الله تنهل كالوبل *
ءامين ....الحمد لله رب العالمين .