أغشوركيت ( حديث المقاطعة + ملفات من الميدان ) : ما إن بزغت شمس التاسع والعشرين من مايو / أيار 2018 الموافق الثالث عشر رمضان 1439 ه ، حتى بدد ضوء الحرية الظلام مستطيرا بشعارات المواطنين ونداءات سكانية أن " القضية جامعة " ، فئات عمرية مختلفة خرجت مع تباشير الصباح الأولى من شتى البيوت والأعرشة ، مستنفرة نفيرها ، النساء والرجال ...وحتى الأطفال الرضع لم تستثنهم الحظوظ من الزحف على ظهور الأمهات طلبا لقطرة ماء .
أزمة المياه تتفاقم ....فمن المسؤول ؟؟
على رأس الساعة العاشرة من ضحوة اليوم الثلاثاء كان سكان مركز مال الإداري بولاية لبراكنة على موعد مع خرجة احتجاجية أرادوها رسالة حية للجهات المعنية ، حيث برزوا في سادس يوم على التوالي من أيام العطش حاملين معهم مشكل المياه الذي أصبح قوت المواطنين وخبزهم الطازج ، مصممين هذه المرة على عدم الرجوع والإستكانة حتى يصرع المشكل أويستأصل الداء من جذوره ، وحتى يعلم من المسؤول عن تفاقم أزمة المياه ؟؟ .
معاناة تتجدد .... ودلاء تحن إلى عصب الحياة !!
معاناة سكان " مال " لم تقتصر على اضطرار عدد منهم إلى جلب المياه من صهاريج يناهز سعر برميلها الواحد : 2000 أوقية فحسب ، بل إنهم وجدوا أنفسهم مكرهين على ارتشاف مياه الآبار والمستنقعات والبرك العكرة من " البحيرة " الواقعة على مشارف المدينة ، رغم خطورتها ، إذ أنها لاتخضع لأي نوع من المعالجة والوقاية الصحية .
مدينة مال ...... تودع عصب الحياة !!
تعيش مدينة مال هذه الأيام على وقع أزمة عطش متفاقمة وشح في المياه الصالحة للشرب لم تعرفهم المدينة من قبل ، وكأنها تستعد لمراسيم توديع عصب حياتها، وحسب مراسل " موقع أغشوركيت انفو " في مركز مال الإداري فإن المشكلة ناجمة عن تعطل المولد الكهربائي المزود للشبكة في بلدة " ولد بوكصيص " الواقعة على بعد 40 كلم متر جنوب شرقي المدينة ، وأضاف المراسل بأن الشركة المسؤولة استدعت فنيا لإصلاح المولد لكنه لم يفلح في ذلك ، وهي الآن بصدد الاستعانة بأحد عمالها المتقاعدين .
ويعرف مركز مال الإداري حالات من التلاعب — يقول — المواطنون بمصالحهم ، وهو ماتترجمه أزمة المياه هذه إلى جانب التردي في الخدمات العمومية التي لم تقابلها الدولة إلا بحلول ترقيعية تزيد من حرارة الصيف وتضرب المنمين والمزارعين بكلكلها ، بدل توفير الأعلاف في سنة ترتعد فيها فرائص ملاك المواشي من شدة الجفاف وأسعار الأعلاف المجحفة .
القائمون على الشأن العام للمركز عدلوا عن استغاثتهم بالسلطات الإدارية في الولاية إلى مناشدة رئيس الجمهورية ووزير المياه والصرف الصحي عبر السلم الإداري، مقدمين عريضة تضمنت بعض مطالبهم الملحة والتي من أهمها عدم التسيير المعقلن للشبكة المائية ، و عدم وجود المسير العام في المدينة لمباشرة حل المشاكل ، وشملت مسودتها :
نساء لم يمنعهن الصوم والعطش .... من قرع أبواب الإدارة الموصدة !!
ما إن دققت نبضات الساعة 10,30 حتى توافدت نسوة المدينة قبل رجالها يحملن قنينات الماء راجلات وعلى العربات يهتفن بمطالبة رئيس الجمهورية من أجل التدخل والاستغاثة في شهر رمضان المبارك ، شهر الرحمة والمحبة واللطف بالرعية .... نساء الحي جلسن لمدة ساعة كاملة في انتظار فتح الإدارة أبوابها ، حيث حضر رئيس المركز الذي تلقت له النسوة بشعارات وعبارات تندد بممارسات المسير والمركز الوطني للمصادر المائية ، تجاه الساكنة ، مناشدين الدولة باتخاذ إجراءات عاجلة من أجل إسعافهم ، مشددين على المطالبة الملحة بضرورة تبعية مشروع " بوكصيص " للشركة الوطنية للماء " SNDE " وضرورة تغلب الجهات المعنية على الأخطاء المتكررة والحد من سوء التسير .
في لقائه مع نسوة المدينة أوضح رئيس المركز أن المشكلة الرئيسية هي الخلل المفاجئ في المحول الرئيسي للمحرك على مستوى الشبكة ، مما استدعى تدخل فني للتغلب عليه ، إلاأن الخلل كان متزامنا مع عطلة الأسبوع ولم يتم شراء المحول إلا في يوم الإثنين مساء ، وأن البعثة الفنية وصلت صبيحة اليوم إلى المدينة لمتابعة الأمور بشكل سريع .
وناشد السكان السلطات المحلية والعمومية بضرورة إيجاد حل جذري للمشكل المائي الذي أرقهم ونغص حياتهم في شهر كان يفترض أن يتفرغوا فيه للعبادة وينعموا بسكينة أجوائه الرمضانية ونفحاته الإيمانية ، ولكن مافي النار للظمآن ماء ..
كاميرا موقع أغشوركيت في الميدان لرصد المعاناة من قلب الحدث .