أغشوركيت ( تحقيقات خاصة ) : أعلن القائمون على أحد المساجد الواقعة في "ملح" في العاصمة الموريتانية نواكشوط، عن إقامة دورة ــ وصفوها بالعلمية ــ ، تحمل شعار "الدورة العلمية الأولى بموريتانيا بلاد شنقيط"، تستضيف أبا عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري المدخلي " التكفيري ".
انطلقت الدورة المذكورة اليوم السبت 2018/11/24 ،على أن تمتد لغاية 2018/11/30 ، جاء ذلك بعد خطبة ألقاها المدعو " أبو عبد الأعلى " أمس الجمعة ، هاجم من خلالها علماء المسلمين .
يعرف المدعو "أبو عبد الأعلى" بتكفيره لجميع علماء المسلمين ــ بشتى مشاربهم ومذاهبهم ــ ، سنة كانوا أو شيعة، سلفيين وإخوانا مسلمين وصوفية،
التيار المدخلي في موريتانيا .. بداية النشأة
كانت طليعة هذا التيار المدخلي في موريتانيا عبارة عن مجموعة من الشباب الجزائريين فتح لهم العلامة الشيخ محمد سالم عدود ــ رحمه الل ــ ه صدره وبيته ومحظرته، وأكرم وفادتهم على أنهم طلاب علم، ثم ما لبثوا أن بدأوا يتكلمون فيه ويصدرون البيانات في التحذير منه.
كانت لديهم مخالفات ظاهرة للعيان ، وكان البعض منهم يواصل الأكل والشرب في رمضان حتي تطلع الشمس، وكانو يتخذون من المسجد القديم في حاضرة " أم القرى " مسجدا خاصا بهم يرفعون فيه الأذان ويقيمون فيه الصلوات تجنبا للصلاة مع الشيخ محمد سالم ولد عدود ــ رحمه الله ــ أو أحد المشايخ الذين يخلفونه في الصلاة أحيانا.
بعد ذلك بسنوات قليلة ، سافر عدد من الطلبة الموريتانيين للدراسة والعمل في دول الخليج العربي، فتلقوا مبادئ الفكر المدخلي "التكفيري" ثم عادوا إلى بلادهم؛ لمحاولة نشر ما تلقوه عن «ربيع بن هادي المدخلي، وعبيد الجابري، ومحمد بن هادي المدخلي» وغيرهم.
وتعرف موريتانيا منذ مئات السنين، بـ«المحاضر» (مؤسسات دينية وتعليمية موريتانية) التي خرّجت «منائر شنقيط»، الذين حملوا مشاعل المذهب المالكي، والعقيدة الأشعرية، وطريقة الجُنيِّد الصوفية، بين جنابات الوطن العربي الإسلامي، جمعًا وشرحًا وتأليفًا ونظمًا للمتون.
التيار المدخلي العالمي ... النشأة والتوظيف
كان الظهور العلني لهذه الجماعة على مسرح الأحداث، إبان حرب الخليج، حيث برزوا -وفقا لبعض الباحثين- كفكر مضاد للمشايخ الذين استنكروا دخول القوات الأجنبية، وأيضا كانوا في مقابل هيئة كبار العلماء، والذين رأوا في دخول القوات الأجنبية مصلحة، إلا أنهم لم يجرموا من حرَّم دخولها، أو أنكر ذلك، فجاء المداخلة أو الجامية واعتزلوا كلا الطرفين، وأنشأوا فكرا خليطا، يقوم على القول بمشروعيّة دخول القوات الأجنبية، وفي المقابل يقف موقف المعادي لمن يحرّم دخولها، أو أنكر على الدولة ذلك.
التكفير بالصغائر ... وتصيد أخطاء العلماء
يعتمد رموز هذا " التيار " على البحث في أشرطة العلماء والدعاة، ويتصيدون المتشابه من كلامهم وما يحتمل الوجه والوجهين، ثم يجمعون ذلك في نسق واحد، ويشهرون بالشخصية المستهدفة، محاولين بذلك إسقاطها وهدرها.
ومن خلال الدعم المقدم لهم إقليميا ودوليا؛ فقد استطاعوا في بداية نشوء مذهبهم جذب كثير من الشباب وشغلهم بالقيل والقال، والتهام لحوم العلماء والدعاة، كما تمكنوا أيضا من تحقيق الأهداف المسطرة لهم استراتيجيا.
التعاون الاستخباراتي العالمي
أشارت وثائق مراكز الدراسات الغربية على تعاون أجهزة الاستخبارات مع حاملي الفكر المدخلي، ودعمهم وفتح الباب أمامهم، لأنهم يقومون بنفس الدور الذي كانت تقوم به بعض الفرق الصوفية الموالية للاحتلال، ويقفون حجر عثرة أمام الحركات الإسلامية برمتها، ويستصنمون منهجهم إلى درجة التقديس، ويقلدون بعض رموزهم تقليدا أعمى؛ ولا مكانة لديهم لباقي العلماء لأنهم بالنسبة لهم ضالون مبتدعون مارقون..
التعاون الاستخباراتي الموريتاني
بعد أيام قليلة من إغلاق مركز " تكوين العلماء " عرفت العاصمة الموريتانية نواكشوط تحركات من هيئات مدخلية سعودية ، كانت إيذانا بتعامل مكشوف مع جهاز الأمن الموريتاني، خصوصا في ظل العلاقات القوية القائمة مع المملكة العربية السعوية، لتزداد العلاقة متانة بعد خطبة للمدعو «أبوالحارث بن سليمان العدني»، المدرس المحسوب على تيار السلفية المدخلية، دعا من خلالها إلى طاعة ولي الأمر الشرعي في البلاد الرئيس «محمد ولد عبدالعزيز»، وعدم الخروج عليه.
يتواصل ....