باحثة تكتب رسالة مؤثرة إلى أم " بدر " على وقع حادثة الأطفال الثلاثة

أغشوركيت ( تدوينات) :  سيدتي الرئيسة المسؤولة الأولى عن حقوقنا. نحن أمهات أطفال (أجار) الثلاثة الذين فارقوا الحياة عطشا نبعث إليك هذه الكلمات :

سيدتي الرئيسة أنت جربت قبلنا ألم الفقد. مات طفلك للأسف وأحترقت قلوبنا عليه وعليك.. بكينا في سرنا ونحن نحاول أن نفهم شعور أم ودعت أبنها باسما لتودعه التراب بعد ساعات.. ضجت موريتانيا كلها وزراء. أطباء.. رجالا ونساء.. كبارا وصغارا حتى الجيوش ضجت أرسلوا طائرة سريعة محاولة لإنقاذه في الدقائق الأولى من الحادث الأليم لكن كانت يد المنون للأسف أسرع إليه (رحمه الله) لاشك أنك بعدها تعلمت ما معنى أن تفقد أم فلذة كبدها.. لكن الفرق بيننا وبينك أن الجميع واساك والكل وقف إلى جانبك حتى التلفزيونات والإذاعات وتوقفت الحياة لأن الرئيسة فقدت أبنها للأسف...

 

لكن اليوم هناك أم فقدت توأمها في وقت واحد وأخرى تفقد رفيقهما ولم تحرك الدولة ساكنا ولا متحركا.. ماتوا عطشا ببساطة لأنهم ليسوا أبناء الرئيس ولا من حاشيته هم فقط صغار من أجار... ماتوا جميعا دفعة واحدة كأن شيئا لم يكن..

 

 

سيدتي الرئيسة: ألم نتألم نحن أيضا عند الولادة؟ ... ألم نعاني من ثقل الحمل؟ ألم نسهر على تربية أبنائنا نحن أيضا؟ أليسوا فلذات أكبادنا؟ الفرق بين أبنائنا وأبنائكم هو أن أبنائكم يولدون في رفاه ورغد عيش أبنائنا وأبناؤنا يكبرون وهم يتغذون على عرق جبيننا وشقائنا فلم لا يكون ألم الفقد متساويا _على الأقل_؟ ..

 

سيدتي الرئيسة: في الوقت الذي كان أبناؤك ينامون قريري العيون على أسرة من حرير في غرف باردة كان أبناؤنا يدافعون جفاف شفاهم التي ظلت تنادي وتستغيث حتى آخر رمق... وكانت طائرات الجيش بين الواقفة رفاها وبين المؤجرة لسياسي يخطط للتمكن من الأعناق والأرزاق.. وكانت السيارات العابرة للرمال متوقفة في مرآب المنزل تنتظر استيقاظ طفل كي يبدأ جولته الترفيهية..

 

بينما كنا نحن ننتظر أن ينتهي هذا الكابوس السيء ونحن نرسل نداء الاستغاثة إليك وإلى الرئيس وإلى الحاكم والوالي كي تنقذوا أبنائنا ولكن لا حياة لمن تنادي كان شخيركم وأنتم نيام في غرفكم المكيفة يمنعكم من الاستماع لندائنا الأليم ..

 

 

سيدتي الرئيسة : أبناؤنا فارقوا الحياة الآن وأصبحت أفئدتنا فارغة ولكن : عند الله تجتمع الخصوم.

قرة_عين_لي_ولك

 

فتاة الأمة لحبيب