أغشوركيت ( تدوينات ) : ذات يوم من شهر رمضان حضرت حلقة من حلقات شيخى بداه التى تكون فيما بين الظهر والعصر والتى يُدرُِس فيها :
-مطهرة القلوب للشيخ محمد مولود.
-كتاب الصيام من صحيح البخاري.
-باب الصوم من مختصرخليل.
تتخلل الحلقة فتاوى وأحاديث من قصص العلماءوالصالحين ، وربما تاخذه السٌِنة فينام نومة وهو جالس على كرسيه ، فإذا استيقظ واصل الدرس ، فإذا أقيمت العصر أمر المؤذن (ديد ) أن يؤم النٌَاس ، ولم يصل بالناس إماما، بل يصلى مؤتما دون أن يجدٌِد وضوءا ربما تقليدا للشافعي الذي يراعي
فى النوم هيئة النائم ، أو يكون الشيخ قد أخذ برأي من لايرى النقض بالنوم ، وعليه بَوٌَب البخاري فى الصحيح:
(باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين).
وذات مساء وقف رجل ناحية الحلقة اليسرى مما يلى القبلة ، وسأل الشيخ عن يمين طلاق : عرفها فى البلد بت الطلاق . أحسب شيخنا سأله: "ماحملك على ذلك؟" ولا أذكر إجابة الرجل لَعَلٌَ الشيخَ عَلِمَ من حاله أنه لايُدرك ما يترتب على الحنث فى تلك اليمين ، أو بحث له عن قول مُخَلِّصٍ.
فرد عليه الشيخ لا أفتيك حتى تحلف أن لا تعود إلى الحلف بتلك اليمين ، فحلف السائل أن لا يعود إليها. فقال الشيخ إذهب وعد إلي بعد الفطر، فظن السائل أن المقصود هو فطر ذلك اليوم فقال: " آتيك الليلة" ؟ فأجاب الشيخ باللهجة : "أَبْدَ حالف ذي الحلفه أهامك ترجع الليل امش عن إلين تفطر الناس ايوف رمضان انعود نفتيك" ومعنى ماقاله الشيخ لا ، لن تعود الليلة أتحلف هذه اليمين الكبرى وتريد أن تعود إلى أهلك' إذهب حتى يفطر الناس من رمضان وعُد إلَيٌَ.
ربما أراد بذلك تعزيره حتى لايعود لمثلها ثم وعده بالبحث عن المخلص نظرا لحاله وعدم معرفته مايترتب على يمينه أورفقا به. قلت ويوخذ من هذه الحكاية أمور:
1-أن العالم له أن ياخذ فى خاصة نفسه بالرخصة لأنه يتحقق من ضررورة نفسه مالايتحققه من غيره.
2- أن حمل الناس على ماعرفوه من مذهبهم أولى من حملهم على المذاهب الأخرى.
3-أن يتجنب العالم وأحرى إذاكان إماما يصلي بالناس مايثير الشغب والنفور من الجماعة : فالشيخ رحمه الله تعالى مع علمه وقبوله عند الناس لما نام واستغرق فى النوم أمر غيره أن يصلي بالناس، لأن النوم الثقيل مبطل عند المالكية كماهو معروف.
4-أن العالم ينبغي أن ينظر إلى حال المستفتي ومقصدِه حتى تقع الفتوى موقعها.
الشيخ محمدن ولد المختار الحسن