أغشوركيت ( مقالات ) : نحن شعب جله يعيش تحت خط الفقر و الأغنياء فيه يتسابقون و يتنافسون في شراء المواد الغذائية و تكديسها في المخازن على حساب المواطن البسيط .
نحن الشعب يجلس في المقاهي لساعات عديدة يناقش التفاهات و يغتاب هذا و ذاك .. و يشتم الجيش و الحكومة و الوزراء و المدراء والمعلمين والأطباء .. و مع ذلك يريد دولة مثل فرنسا أو بلجيكا ...
نحن شعب الفقير منا يقضي عمره في تعليم أبنائه وعندما يتخرجون يجلسون في البيت لأنهم لا يملكون و ساطة تخولهم الحصول على حقوقهم....
نحن شعب ينام ملأ جفونه عن الصلوات الخمس و يجمعها جمعا ومنا من يسمع الأذان ولا يلبي النداء ولا يصلي في المسجد و لا يدخله إلا في وقت صلاة الجمعة فقط ، وقد يتخلف عنها أياما عديدة دون عذر حتى ....!
نحن شعب تعلم الحلال و الحرام في نص التنزيل ومع ذلك ينقص المكيال ويتقن فن الغش والكذب والخداع في المعاملات ويتاجر بالمحرمات و الممنوعات من أجل دراهم معدودة .
نحن شعب السياسي فينا مزدوج الشخصية يقول مالا يفعل ، يرفع شعارات و يعطي وعودا وعندما يصل إلى مبتغاه بأصوات الجماهير الكادحة ينسى ويتناسى كل شيء. ...
نحن شعب يبحث عن الثراء على حساب الفقير والمحتاج ، نزور الدواء و نستورد نفايات العالم من المواد الغذائية ونزور تاريخها و نرفع أسعارها.......!
نحن شعب نصفه بلا دخل ولامعيل وبعضه يرمي بقايا الطعام في نفايات وبعد ذلك في القمامات وجاره يتضرع جوعا.....ويبيت طاوي الكشح ..
نحن الشعب الذي عندما تنقلب حافلة محملة بالخضر أو الفواكه أو البضائع والأمتعة على طريق الأمل ... نهتم بحمولة الحافلة ولا نهتم بالقتلى والجرحى.
نحن الشعب الذي يريد الزيادة في الأجور والرواتب و لا يريد الزيادة في الإنتاج والعمل ..
نحن الشعب الذي يريد المزيد من الحقوق و لا يؤدي القليل من الواجبات ، يطمع و يطمح ويتكاسل و يتقاعس ....
نحن شعب يتابع الكورة العالمية ويشجع فرقها وأبطالها في كل العالم ، و يبخس فريق المرابطين و يسخر من فريقه الوطني سواء كان فائزا أو خاسرا ....
نحن شعب يتعمد في كل مباراة لكرة القدم تكسير كل شيء داخل الملعب وخارجه من كراسي و مرافق عمومية بل نقوم بالسطو على المتفرجين والمناصرين في نهاية كل مباريات. .....
نحن شعب المثقف فينا عنصري و جهوي حتى النخاع ، حديثه عن الأوطان حديث مدمر ومخرب للأجيال ، عجزت عنه ربات البيوت في سالف الأزمان .
نحن شعب يقلل من قيمة الحرفيين و المقاولين و نسخر من الخباز و النجار والجزار و صاحب الدكان و الشعب جله هؤلاء البسطاء . .....
نحن شعب يخالف قوانين المرور في بلده ويتطاول على سلطة النظام و عندما نسافر إلى الخارج نطبق النظام بحذافيره ونمجد الغرب ونقدسه ونتهكم على أوطاننا ونقلل من شأنها . .....
نحن شعب تجد منا من لا يملك أي شهادة علمية و لا تقنية و لا أدبية ولا شرعية ولا حتى تجربة عملية و لا خبرة ميدانية ، ومع ذلك الواحد منا جالس في البيت ينتظر عملا مريحا بأجر كبير ...
نحن شعب يخجل من العمل في وطنه و إذا هاجر خارج بلاده اشتغل في أي شيء .. في البناء و جمع النفايات وغسل الصحون وتربية المواشي و يبيت في العراء و داخل السيارات و في غرف ضيقة يفترش كراتين الورق .. و إذا عاد إلى وطنه تباهى بسيارته و صرف ما يملك في ليلة واحدة من ليالي الزفاف. ....
نحن شعب يمجد أروبا ويلعن وطنه بكل ما فيه و يقول عن أبناء وطنه أنهم يعيشون في وطن ليس فيه قانون ولا حرية رأي وهم يتطاولون على هرم الدولة و أعلى سلطة فيها وينامون قرير العيون . ...
نحن شعب يحتاج إلى تغير كبيييير في العقليات والمسلكيات ، تغيير يجسد المحبة والإخاء والتكاتف والتعاضد من أجل البناء والتقدم والإزدهار في جو ينعم فيه الجميع بالعدل والمساواة. ..
الأستاذة : مريم سيدي محمد