أعلن بعد عشاء ليل الإثنين بالعاصمة نواكشوط عن وفاة الرئيس الموريتاني الأسبق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله عن عمر ناهز 82 عاما متأثرا بنوبة مفاجئة .
وبهذه المناسبة الأليمة والفاجعة الحزينة ، فإن مؤسسة موقع أغشوركيت الإلكتروني لتتقدم بأصدق التعازي وأبلغ المواساة إلى أسرة الراحل وإلى الشعب الموريتاني عموما ، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بوافر رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الراحل......... وأهم محطات حياته
ولد ولد الشيخ عبد الله في ضواحي قرية لمدن بولاية لبراكنة سنة 1938 وتلقى معارفه الأولى في بيئته العلمية والصوفية المرموقة.
درس ولد الشيخ عبد الله الاقتصاد في فرنسا، وعمل في حكومة الرئيس الأسبق المختار ولد داداه وزير الدولة للشؤون الاقتصادية يعمل تحت أمرته أربع ثلاثة وزراء آخرين.
اعتقل ولد الشيخ عبد الله صبيحة الانقلاب العسكري على الرئيس المختار ولد داداه، وكان كبقية الوزراء الفقراء في نظام المختار ولد داداه بدون سيارة شخصية، بعد مصادرة سيارته الحكومية، تلقت أسرة ولد الشيخ عبد الله سيارة هدية من رجل الأعمال بمب ولد سيدي بادي، وذلك في منزلهم في مقاطعة الميناء.
عمل ولد الشيخ عبد الله وزيرا للصيد في حكومة الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد ولد الطايع .
أقيل ولد الشيخ عبد الله بعد ذلك إثر مابات يعرف بقضية احميده ولد بشراي وهي القضية التي ينفي الرئيس الأٍسبق أن يكون مسؤولا عنها.
انتقل الرئيس الأسبق إلى الكويت موظفا ساميا بالصندوق الكويتي للتنمية وظل في عمله إلى حين عودته إلى موريتانيا سنة 2005 .
ومع مطلع العام 2003 دعم الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله رفيقه في الحكومة الأولى المرشح أحمد ولد داداه ضد الرئيس معاوية ولد الطايع.
في 2006 قرر الجيش اختيار مرشح منافس لمرشحي المعارضة ووقع الاختيار على ولد الشيخ عبد الله نظرا لمواصفات تتعلق بالكفاءة والتاريخ والوزن الاجتماعي.
أدار ولد الشيخ عبد الله البلاد في أقل من سنتين في ظروف بالغة الصعوبة اقتصاديا وسياسيا، وكان تحت رحمة قائد أركان الحرس الرئاسي الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي أصبح رئيسا للبلاد لاحقا.
وتقول مصادر قريبة من ولد الشيخ عبد الله إن ديوان “الرئيس المؤتمن” لم يكن يتصرف في أكثر من 10% من ميزانيته وأنه كان يرد على مستشاريه بضرورة التفاهم مع القائد محمد ولد عبد العزيز.
تأزمت الأوضاع فجأة بين الرئيس محمد ولد عبد العزيز والجنرالات، وأصبح في وضعية خطرة وذلك إثر وضع هواتف الرئاسة تحت التنصت والرقابة، وأخذت الأزمة مسارا تصاعديا بعد إقالة الحكومة وتهديد نواب الأغلبية بإسقاط النظام دستوريا، ثم تعززت الأزمة عقب إدخال حزبين معارضين إلى الحكومة وهما تواصل، واتحاد قوى التقدم .
قرر ولد الشيخ عبد الله إقالة الجنرالات وأبلغ بذلك بعد خلصائه من الأغلبية .
في فجر يوم 6/6/2008 قرأ صحفي بالإذاعة بيان إقالة الجنرالات الأربع محمد ولد عبد العزيز – محمد ولد الغزواني – محمد ولد الهادي – افليكس نيكري.
وتعيين قادة جدد، من أبرزهم العقيد عبد الرحمن ولد ببكر، والعقيد محمد أحمد ولد السالك، والفريق الأول مسقارو ولد اغويزي الذي رفض التعيين.
اعتقل الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في نفس اليوم، بعد فشل مفاوضات لإقناعه بالتراجع عن الإقالة.
بعد عدة أشهر أفرج عن الرئيس المخلوع في 21/12/2008 ونقل في موكب عسكري إلى قريته لمدن.
حاول الرئيس المخلوع تأسيس حكومة موازية لحكومة الانقلاب، لكن فرنسا – على لسان سفيرها – حذرته من مغبة ذلك ليلجأ إلى حكومة سرية بمناصب قليلة.
رفض الرئيس المخلوع التخلي عن شرعيته في السلطة، وساندته الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية التي تأسست صبيحة الانقلاب العسكري، لكنه تنازل بعد اتفاق داكار وتم تنظيم انتخابات ديمقراطية أوصلت الجنرال محمد ولد عبد العزيز للسلطة.