تخليدا ليوم اللغة العربية، مررت اليوم بالشاعر محمد الحافظ بن أحمدو فنبَّهتُه على هذه الذكرى، فذكر لي نماذج من معاناة اللغة وإهانتها دَوَّنتُ منها قوله:
ينبغي أن نحيي يوم اللغة العربية بإصلاح كثير من الأخطاء الشائعة في لغة الصحافة العربية، ومن ذلك قولهم أكِفَّاء والصواب أكْفاء فقط، ويقولون كَيان والصواب كِيان.
ويقولون كَمَّامة والصواب كِمامة وجمعها أكِمة وكان العرب يضعونها على أنف ولد الناقة إذا كان مريضا خوفا عليه من الذباب والحشرات.
ويقولون هكذا خبر وهو خطأ قبيح والصواب خبر كهذا.
ويقولون خَدَمات ويظنونها جمع خِدمة والصحيح خِدْمات أو خِدِمات.
أما الخَدَمة فهي خلخال المرأة وجمعها خَدَمات.
ومن ذلك قولهم تواجَدَ الموظفون في عملهم، وهو خطأ لأن التواجد إظهار الوَجدِ كالطرب والرقص، والصواب حضروا أو توافدوا.
وقولهم أمر لا مبرِّر له والصواب لا مسوِّغ له لأن مبرر كلمة عامِّية وليست عربية.
وقولهم لقيته صُدفة والصواب مصادفةً.
وقولهم نحن كأساتذة والصواب بوصفنا أساتذة.
وقولهم السوق الكبير والأشهر في السوق التأنيث.
وقد لاحظتُ خطأين في كتاب للمعهد التربوي الوطني، منهما: تأنيث الموت وهو مذكر، قال تعالى: قل إن الموت الذي تفرون منه، وتسمية معركة لكويشيش بلقويشيش والصواب الجُوَّيشيش لأنها تصغير الجؤشوش أي الصدر وقد يعبر به عن القلب مثل قولهم رجل رابط الجأش ومنه أيضا كلمة Gauche من باب تسمية الشيئ باسم مجاوره لأن القلب في جهة اليسار من الصدر.
ومن ذلك قولهم التقييم وصوابه التقويم، والأصل في هذا الخطأ صادر عن المجمع اللغوي للأسف الشديد للفرق بين قوَّم الشيئ وقيَّمه.
ومن الطريف أني كنت مرة في مهرجان المربد فقال أحد الشعراء الموريتانيين للوفد المصري ممازحا: أنتم تقولون شربتُ لبن البعير فتخطئون، ولما رأيت امتعاضهم تداركت الموقف بقولي إن ابن عمي لمرابط ول احمدو فال يقول:
ويُطلَق البعير كالإنسان @ على الإناث وعلى الذُّكران
فابتهجوا وكادوا يحملونني على الأعناق.