قاطع المعلمون في ولاية لبراكنة التقييم الذي أعلنت عنه الوزارة ضمن تظاهرة خرجوا فيها صباح اليوم .
وعدد المعلم ابراهيم اعميرات في تصريح لموقع أغشوركيت أسباب المقاطعة التي ترجع حسب قوله إلى " أن المدرسين يطالبون منذ سنوات بالتكوين المستمر الذي يحسن الخبرات المعرفية والمهنية للمدرسين ، وذلك باعتباره حقا يكفله القانون الأساسي للموظفين ووكلاء الدولة العقدويين 09-93 الصادر بتاريخ1993، و جاء المرسوم035 الصادر 1997 ليوضح الطرق وآليات التكوين المستمر.
وقد أدرج هذا الحق في العرائض المطلبية للنقابات التعليمية، و نذكر على سبيل المثال لا الحصر، النقابة الوطنية للمعلمين الموريتانيين التي طالبت عدة مرات بالتكوين المستمر للمعلمين، إلا أننا تفاجأنا من اعتماد وزارة التهذيب لمرسوم040 الصادر بتاريخ 01مارس2019 و القاضي بتقييم مدرسي التعليم الأساسي وتصنيفهم إلى عدة مستويات وهو مايراه المعلمون مخالفا تماما لمهنة التعليم، و لقد بينوا وجه اعتراضهم على هذا المرسوم في مأخذين:
1) المأخذ التربوي:
حيث لا يستقيم تربويا أن يتم تقويم المدرس إلا عن طريق تقويم أدائه، ولايمكن تقويم أداء المدرس إلا من خلال المشاهدة داخل الأقسام حيث يتم قياس أدائه و الأطلاع على تمكنه من البيداغوجيا و الدعامات التربوية و المنهاج، تماما كالسائق، إذ لا يمكن عطاؤه رخصة سياقة من خلال معرفته فقط لقوانين السير، بل لابد من قياس أدائه داخل السيارة فيتم تتبع المعارف والمهارات التي يمتلك عن طريق مشاهدته وهو يقود السيارة .
وهذا ما يخالفه المرسوم040، حيث يقضي بتقييم المعارف النظرية للمدرس، وهذا مخالف للمهنة ولاينم عن نية حسنة للرفع من أداء المدرس الموكل أصلا بتدريس الابناء داخل الأقسام.
2)المأخذ القانوني:
تقدم الطيف النقابي الذي يتبنى الرأي العام للمدرسين، بالمرسوم035القاضي بالتكوين المستمر، من أجل تفعيل الحق القانوني للمدرسين في التكوين المستمر و كبديل عن المرسوم040، فكان حري بالوزارة أن تخرج بمقرر مطبق للمرسوم035، إلا أنها تعمدت أن تخرج بالمقرر516 كمقرر تطبيقي للمرسوم035، إلا أن هذا المقرر يخالف تماما روح المرسوم035، مما جعله قانونيا لايستقيم، لأن المقرر لا يمكن أن يخالف مضامين المرسوم.
حيث ينص المقرر516 على إجراء أمتحان الجانب النظري للمدرسين، وهذا مالم ينص عليه المرسوم035.
ومن خلال هذين المأخذين وبالإضافة إلى الاقصاء الممنهج للمعلمين في تسيير القطاع و تغييبهم كشركاء، و الوضعية المادية و المهنية الصعبة التي يعيشون اليوم، جعلتهم يرفضون تقييم وزارة التهذيب ويدخلون في إضرابات مبكرة.
ومن هنا نذكر القيادة السامية للبلد، الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي تعهد أمام الله وأمام الشعب بإرساء دعائم المدرسة الجمهورية، بأن التعليم يعيش وضعية مأساوية من خلال القيادة والتسيير، وعليه يجب أن يتدخل قبل أن تتفاقم الوضعية وتخرج عن السيطرة لاقدر الله .