بعثة الحزب، وتحدياتُ الإنصاف..
أبانت زيارة بعثة حزب الإنصاف الأخيرة لمقاطعة ألاك، عن ولاء جل الفاعلين السياسيين بالمقاطعة لحزب الإنصاف، وعن دعمهم ومساندتهم لبرنامج وخياراتِ فخامة رئيس الجمهورية؛ وهي حقيقة لم تفاجئ المراقبين السياسيين على مستوى المقاطعة.
إن اصطفاف الأكثرية الساحقة من سياسيي المقاطعة في خانة المؤيدين لحزب الإنصاف من جهة، وتنافسَها المحتدمَ – في الوقت ذاتِه - على الحظوة بأكثر الترشيحات الحزبية للمقاعد الانتخابية في الاستحقاقات القادمة من جهة أخرى، قد شكّلَ - على المستوى الإجرائي - تحديًا كبيرا لبعثة الحزب المكلفة بهذا الملف؛ وهو تحدٍ لم يكن من خارج الحزب هذه المرة، وإنما هو من داخله، الشيءُ الذي استوعبه وعبَّر عنه رئيسُ بعثة حزب الإنصاف خلال كلمته التي ألقاها أمام مناضلي الحزب بدار الشباب في ألاك؛ إذ صرَّحَ بأن أكبر تحدٍ يعترض مهمة بعثة الحزب على مستوى الولاية، إنما يكمن في حرصِ سياسييها على ولائهم العريضِ لحزب الإنصاف، وليس العكس..
داعيًا "الإخوة الفرقاء" إلى بذل الوُسعِ في التوصلِ إلى التوافق المنشود، والتسامي على المصالح الشخصية الضيقة، وليس ذلك فحسب، بل دعاهم إلى التأسي بفخامةِ رئيسِ الجمهورية الذي انفتح أمام المعارضة، واستمع إليها،فأدى ذلك إلى خلق جوٍ من الانفتاحِ الوطني الإيجابي غيرِ المسبوقِ بين كافة الأطراف الوطنية؛ فلِمَ لا يكون مناضلو حزبِ الإنصافِ - إذن - هم الأجدر بالتضحية والانفتاح على بعضهم البعض في سبيل خلق توافق كبير بين "الإخوة الفرقاء"؟
إن ما حدث في الكواليس - منذ بعض الوقت – من مفاوضات ومساومات "إنصافية - إنصافية" على مستوى أصحابِ مبادراتِ الدعم والمساندة بمقاطعة ألاك، وما تولَّدَ عنه - مؤخرًا - من تحالفاتٍ وتكتلات اختزلت المشهد "الإنصافي" - في المقاطعة - إلى حدوده الشكلية الدنيا، كل ذلك مجتمِعا، لم يكن ليُسهِّلَ من مهمة بعثة الحزب ما لم يُضحِّ "الإخوة الفرقاءُ"؛ فيقدمون - لبعضهم البعض - تنازلاتٍ أقرب إلى المكارمة والإيثار، منها إلى التجاذب والاستئثار، وهو ما يتطلب مستوًى من التضحياتِ لصالحِ الحزبِ نرجو أن يكون فاعلو السياسة بمقاطعة ألاك قد وصلوا إليه، فإن لم يكونوا قد وصلوا إلى ذلك المستوى الراقي من التفاهمات ؛ فلن يكون أمام بعثة الحزب إلا المزيد من البحث والتحري والاستقصاءِ في سبيل تكييفِ شعبيةِ كلِّ فريقٍ، وجَعْلِها فوق كفةِ ميزانِ الإنصافِ الحزبي، ليطمئن الجميعُ بذلك ويشعُرَ بالعدالةِ والإنصاف.
المفتش : عبد الناصر محمد محمد المصطفى