الشيخ محمد يحيى المنجى " الداهنه " ...... إمام السنة وشيخ المتصوفة | أغشوركيت

الشيخ محمد يحيى المنجى " الداهنه " ...... إمام السنة وشيخ المتصوفة

سبت, 18/03/2023 - 11:48

أعلن أمس الجمعة الخامس والعشرين من شهر شعبان 1444 لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، الموافق : 17 مارس / آذار 2023 ، في قرية البلد الطيب التابعة لبلدية أغشوركيت بولاية لبراكنة ، عن وفاة العلامة السني الشيخ محمد يحيى ولد المنجى ، عن عمر ناهز التسعين عاما رحمه الله تعالى  .

 

 

 

وخلف الشيخ إرثا تليدا كأحد أعلام منطقة لبراكنة وخاتمة عقد رعيل محظرة الكحلاء والصفراء التي ألقت عصاها ولم يستقر بها النوى في موارد مناهل " أغدكل " شرقي مدينة ألاك ، عاصمة لبراكنة حاليا ، حيث تشكلت نواتها الأولى وارتادها طلاب العلوم الشرعية واللغوية على  فضاء رحب يمتد بين رؤوس الآكام في " آمشتيل" ومجرى الأودية في سهول ومجاري " لكديه " ، إذ بينهما فجاج ملأها الحي الإيججبي علما وتربية وإصلاحا طيلة ما يربو على ثلاثة قرون.

 

 

 

يعتبر الشيخ " الداهنة ثالث ثلاثة تأسست على أيديهم محظرة أهل المنجى ، بداية القرن الثالث عشر الهجري وكلهم علماء أجلاء من بينهم ، الشيخ القاضي أحمد بن المنجى ، ونجله محمد المصطفى بن المنجى . 

 

 

وقد اعتبر بعض الباحثين أن هذه المحظرة  امتداد لمحظرتي الكحلاء والصفراء، ولكن يمكن اعتبارها مستقلة عنهما لأنها بدأـت في أيام الشيخ القاضي إبان عودته من رحلته إلى أهل الشيخ سيدي المختار بن الهيبة سنة 1202هجرية . 

 

 

وتسمت المحظرة باسم موقعها اليوم " البلد الطيب " في الضاحية الغربية الشمالية لبلدية أغشوركيت ، حيث يقوم أبناء الراحل البررة أنجم الأنجم الدآدي ، وزينة الزينة في النوادي ، الشيخ محمد المصطفى " بيداه " والشيخ سيدي محمد ، بالقيام على امتداد إشعاع تدريس آل المنجى مع تربية حضرة آل الشيخ القاضي في نمط فريد من التكامل بين العلم والتعليم والتصوف قل أن تجمعه محاظر موريتانيا.

 

 

فقد خرجت المحظرة أفواجا من الطلبة المجازين في القرءان الكريم والعارفين بمختلف العلوم الإسلامية واللغوية الأخرى . 

 

تولى الراحل رئاسة رابطة العلماء الموريتانيين في لبراكنة ، ورئاسة ذات الهيئة الشرفية كذلك ، كما عرف بتصوفه وبراعته في الشعر والنظم ونقل الكتب والمخطوطات ورحلاته العلمية والدعوية وقوته في الحق ، حيث طبقت شهرته الآفاق ، واستضاء بعلمه ومجهوده الفكري والإصلاحي القطر الشنقيطي برهة من الزمن ، فقد كان له الدور الأبرز في ازدهار الحركة العلمية السنية وإماتة كثير من البدع في زمانه رحمه الله تعالى.  

 

 

وبهذه المناسبة الأليمة والفاجعة الحزينة يتقدم طاقم مؤسسة أغشوركيت الإعلامية ، بخالص التعازي والمواساة للأمة الموريتانية والإسلامية وإلى أسرة الفقيد وتلاميذته ومحبيه ، في هذا المصاب الجلل والفقد الأجل ، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.