انتقد الرئيس السابق لحزب “تواصل”، غياب ما أسماه “المسألة الوطنية” في خطابات وبيانات الحزب، مؤكدا أنه “أثناء التحضير للمؤتمر الرابع، وقعت أخطاء تتعلق باستحضار التنوع الوطني”.
وقال ولد منصور في بيان له، إن ترشيحات الحزب “وقعت فيها أخطاء بينة” تتمثل في إسناد قيادات اللوائح لمكون واحد، في إشارة منه إلى عدم اعتماد مرشحين من مكونات أخرى.
وأضاف أنه “بناء على كل هذا، رأيتني مضطرا لأخذ مسافة وفترة كافيتين أقوم فيهما ما جرى وأعيد تقويمه، لأحدد على ضوء ذلك استمراري في حزب تواصل من عدمه”.
وفي ما يلي نص البيان:
“بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
“…..إنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”
ترددت كثيرا قبل كتابة هذا البيان ونشره، وذلك لأسباب عاطفية في علاقتي بتواصل، وأخرى عقلية في علاقتي بمشروعه الذي التقينا عليه أول مرة، ولكن التطورات المتلاحقة منذ التحضير للمؤتمر الرابع وحتى الآن فرضت علي أن أكتب ما ترون:
– أثناء التحضير للمؤتمر الرابع وقعت أخطاء تتعلق باستحضار التنوع الوطني – في حده الضروري – في خريطة المناديب والهيئات المشكلة، الأمر الذي ظهر جليا في تحديد اتحاديي انواكشوط الثلاثة، وحاولت مع آخرين طبعا لفت انتباه اللجنة التحضيرية وغيرها لهذا التجاوز وضرورة تصحيحه والحذر من تكراره.
– في الخطابات والبيانات الصادرة عن الحزب منذ المؤتمر الماضي يكاد المشترك بينها أن يكون هو غياب المسألة الوطنية بعناوينها المختلفة، وحتى مشروع السياسة العامة للحزب فقد كاد يمر دون أي حديث في هذه المسألة لولا لطف الله ويقظة بعض الأحبة من عضوية مجلس الشورى المنتخب لتوه.
ورغم إلحاح عدد من قيادات الحزب وناشطيه ليسحب أحد منتخبي الحزب تصريحات مبررة للطبقية والاسترقاق كان قد أدلى بها في إحدى المجموعات الواتسابية وتدولت على نطاق واسع، فإن السحب لم يقع ومثله الاعتذار، أما طرح الموضوع في سياق العقوبة فليس واردا أصلا!
– أثناء تشكيل كل من المكتب السياسي واللجنة التنفيذية أعيد خطأ اتحاديي نواكشوط وهذه المرة في التشكلتين القياديتين الأهم، ظهر ذلك في عدد الموجودين من مكوني “الحراطين” و”لكور” وفي المهام المسندة إليهم، وجاءت تشكلة الهيئتين بخلل إضافي على المستوى الجهوي حيث تجاوز عدد المنتمين لولاية واحدة ثلاث ولايات تكبرها اثنتان منها من حيث عدد السكان وتكبرها اثنتان من حيث حجم الانتساب للحزب.
وكتبت لرئيس الحزب ولأقرب المقربين منه عسى أن يستدرك هذا الخلل، ويتجنب تكراره مستقبلا خصوصا في الترشيحات للإنتخابات المنتظرة، وكتبت تدوينة عامة آثرت فيها التعميم مع التنبيه.
– وجاءت الترشيحات للإنتخابات ووقعت فيها أخطاء بينة في نواذيبو ولوائح بلديات نواكشوط ومجلسها الجهوي وفي نيابيات بعض مدن النهر، ولكن الأمر ظهر بجلاء واستفزاز في رؤوس اللوائح الوطنية الثلاث (الوطنية المختلطة، الوطنية للنساء، الشباب ) التي سيقترع عليها في كل موريتانيا وحيث يوجد موريتانيون، والتي تعطي صورة الحزب الوطنية المتكاملة، حيث أسندت قيادتها لمكون واحد تراجعا عن عرف درج عليه تواصل (أيام كان نواكشوط دائرة واحدة وتوازي بحجمها ورمزيتها وعددها لائحة وطنية) وحتى الرقم الثاني في اللائحتين الوطنيتين ذات الإمكانية في إنجاحه (المختلطة والنسائية) أعطي لنفس المكون.
– لايتعلق الأمر هنا بمعيار الكفاءة ولا التمثيل ولا الوفاء، فالكفاءة متوفرة بشهادة كل قيادة الحزب في قيادات من مختلف المكونات، والتجربة البرلمانية تشهد وتؤكد، وكل المغادرين من منتخبي الحزب ينتمون حصرا للمكون الذي حصرت فيه قيادة اللوائح الوطنية اليوم.
– غني عن القول أن هذا الكلام لايستهدف مكونا معينا، ولايدافع صاحبه عن مكون معين، بل الأمر فقه في التوازن والتركيب يستحضر أصحابه كل مكونات الوطن وجهاته، خصوصا إذا تعلق الأمر بحزب له أن يفعل ذلك ويستطيعه.
– بناء على كل هذا، رأيتني مضطرا لأخذ مسافة وفترة كافيتين أقوم فيهما ما جرى وأعيد تقويمه، لأحدد على ضوء ذلك استمراري في حزب تواصل من عدمه.
وأسأل الله التوفيق والتسديد فيما أنتهي إليه موقفا أو موقعا، والحمد لله رب العالمين.
محمد جميل منصور – نواكشوط 06 / 04 / 2023″