مقاطعة ألاك... قراءة! | أغشوركيت

مقاطعة ألاك... قراءة!

أحد, 28/05/2023 - 23:03
الكاتب محمد المرتضى

بعد حسم مقاطعة ألاك في الدور الأول من الانتخابات التشريعية، والجهوية، والبلدية، كان لا بد من قراءة مفصلة عن الأحدات التي مرت على المقاطعة، والظروف التي أقيمت فيها الانتخابات، والعمل، والأدوار، وكيف جاء الحسم، ومن انتصر!

في البداية، وكالعادة بدأت المعركة بعرض العضلات للحصول على فرصة الترشيحات، شارك فيها جل السياسيين القدماء والجدد، أصحاب الجماعات الوازنة، وأصحاب التيارات، والتكتلات الجديدة في الساحة، والقديمة، في فترات متفاوتة، بدأت منتصف أغسطس وانتهت منتصف مايو... وكان الميدان الأكبر ألاك.

بدأت النشاطات بمهرجان مبادرة ( يدا بيد ) في الـ 13 من أغسطس الماضي، بقيادة الوزير محمد ولد اسويدات.

استعرض فيه الوزير عضلاته، خرج منه راضيا عن جماعته، أشاد به مناصروه، وفاعلون معه.

بينما خرج بعض من خصومه باستصغار الظهور الأول للوزير سياسيا في ألاك، وتهكمٍ بمستقبل الرجل، فأخرجوه من الحكومة القادمة، ومن المنافسة السياسية في المقاطعة...وبين عين الرضى، وعين السخط، تغيب الحقيقة.

شاع بعد ذلك وجود تنسيقات على الطاولة بين عدة سياسيين في المقاطعة، وكثر القول، واللغط والتحليل، والتأويل فيها، ووصل البعض لربط صورة للوزير السابق محمد عبد الله ولد أوداع نشرها مقرب من ولد اسويدات، يستفسر فيها عن متى تكتمل ملامح الساحة في المقاطعة والولاية، ببداية ظهور حلف للوزيرين السالفي الذكر..لكن لا تأكيد!

بعد ذلك بفترة ظهر تيار " اجماعة " بقيادة الشيخ باي ولد حبيب، بتظاهرة سياسية في لمدن، وصفت هناك، تمردا على المصلحة العامة للقرية، ومحاولة لتفكيك تكاتف أهلها تحت ذراع واحد طيلة الفترة الماضية.

لم يكترث الشيخ باي، وواصل في معركة محاولة إثبات الذات، وهو هدف مشترك بين عدة تيارات، وجماعات جديدة.

لم تتضح من التظاهرة الأولى لتيار " اجماعه " الصورة الكاملة لقوة التيار، لتبقى التخمينات، والتحليلات المختلفة حول مساره، ومدى قوته أساس الحديث عنه.

بدأ بعد ذلك ظهور أول خيط يتعلق بالتنسيقات المشاعة، حين نظم المستشار محمد ولد اسغير قائد جماعة " معا من أجل الإنصاف " مهرجانا في بوحديدة حضره الوزير محمد ولد اسويدات، وفاعلون من جماعته، وعوام، أعلن فيه تنسيقه رسميا مع جماعة " يدا بيد "

بدأ حلف البشائر بقيادة الجنرال المتقاعد محمد ولد مكت أول نشاط سياسي له في ألاك أواخر ديسمبر الماضي، حضره عمدة بلدية ألاك محمد ولد احمد شلا، ونائبا المقاطعة، وبعض الأطر السياسيين على مستوى مقاطعة ألاك.

لم يكن المهرجان بنفس حجم المهرجان الأخير (يدا بيد) في ألاك حسب آراء مختلفة، لكن القائمين عليه أظهروا رضى كبيرا عنه، بل أكدوا أن البلدية خرجت عن بكرة أبيها للمهرجان.

بعيدا عن مهرجاني ولد اسويدات، وولد مكت، كان حديث الناس في ألاك والمقاطعة بصفة أعم، تساؤلات عن الموقف السياسي الآن للوزير السابق محمد عبد الله ولد أوداع..المغيب منذ أكثر من ثلاث سنوات في ملف سياسي كما تصفه الغالبية.

هل سيدعم النظام بعد كل المضايقات، ومحاولات التغييب التي يعيشها منذ زجه في ملف العشرية"بسبب حسابات شخصية" أم يعود من حزب آخر؟

وهل ما زال يملك الشعبية الكافية التي حصل بها على عمدة بلدية ألاك مرتين، في الاقتراعين الأخيرين، وعمدة أغشوركيت مرتين كذلك، ونائبين في اقتراع 2013 ونائب في اقتراع 2018 أزيح بالأصوات اللاغية، بعد خديعة اللحظة الأخيرة، والتخلي عن اتفاق رسمه الحزب بنفسه على أساسه أصلا رشح ولد أوداع للنواب من حزب الحراك الشبابي، وحصل مرشحه رغم تلك الخديعة على أكثر من 4300 صوت كان كافية للحصول على المقعد البرلماني.

وسط تلك التساؤلات، ظهر ولد أوداع في مقدمة المستقبلين لرئيس الجمهورية خلال زيارته لمدينة بوگي، ليقطع الشك باليقين، ويؤكد بحضور جماعته من قرى شمامه دعمه لبرنامج رئيس الجمهورية عن طريق حزب الإنصاف!

 

بعد ذلك بأقل من أسبوع أعلن عن نشاط سياسي للوزير السابق محمد عبد الله ولد أوداع مساء الأحد 8 من يناير 2023.

شاع أن النشاط سيتم فيه الإعلان الرسمي عن حلف سياسي بين جماعته، والجماعات، والتيارات المنسقة معها، وجماعة ولد اسويدات، والجماعات، والتيارات المنسقة معها، وجماعة ولد حبيب، لتكون الواقعة الأكبر التي تهز مدينة ألاك في موسمها السياسي على الأبواب حينذاك.

صباح الأحد الثامن من يناير 2023 بدأت فعاليات مهرجان " أوفياء " من أغشوركيت بمسيرة بعشرات السيارات إلى منزل الوزير ولد أوداع في ألاك.

الخامسة مساء في منزل ولد أوداع وقعت الواقعة كما عبر مناصر لـ ولد اسويدات، حين جلس الوزيران جنبا إلى جنب، على منصة ضمت عدة جماعات، وتيارات منسقة معهما، من بينها جماعة الوفاق المنسقة مع الوزير ولد أوداع، بقيادة السفير محمد محفوظ ولد الشيخ القاضي" عيداهي" وجماعة أهل الشيخ محمد بقيادة الراجل ولد الشيخ محمد، المنسقة أيضا مع ولد أوداع.

و تيار "اجماعه" المنسق مع ولد اسويدات، بقيادة الشيخ باي ولد حبيب، وتيار العهد والوفاء بقيادة ديج بنت احويبيب، المنسق أيضا مع ولد اسويدات...وباقي التيارات والجماعات الأخرى المنسقة مع الجماعتين سالفا.

من بين المتحدثين خلال المهرجان نائب اتحادي حزب الإنصاف وعمدة بلدية أغشوركيت ورئيس القسم الفرعي لأغشوركيت، والراجل ولد الشيخ محمد ومحمد محفوظ ولد محمد الامين...

واختتم ولد اوداع بكلمة شكر للوفود وبارك الشراكة السياسية الجديدة، وأكد أنها من أجل مساندة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في تنفيذ برامجه.

وخص بالشكر جماعته " أوفياء " على الموقف الثابت، والاندفاع التام، والحضور الكمي، والكيفي للمهرجان..رغم الاشاعات وماتعرض له طيلة الفترة الماضية من مضايقات.

في نفس الليلة جاء البيان الرسمي المشترك: أوفياء بقيادة الوزير محمد عبد الله ولد أوداع، وجماعة الوفاق بقيادة السفير محمد محفوظ ولد الشيخ القاضي"عيداهي"، ومختلف الجماعات، والمبادرات المتحالفة معهما، يعلنون عن بناء شراكة سياسية مع مبادرة "يدا بيد " بقيادة الوزير محمد ولد اسويدات، ومختلف الجماعات والمبادرات المتحالفة معها.

حاول الشيخ باي استباق الأحداث، فأعلن ببيان ليلة قبل المهرجان المرتقب لولد أوداع، تنسيقه التام مع "يدا بيد" بقيادة الوزير ولد اسويدات..فغاب اسم الشيخ باي ولد حبيب من البيان، ومثل بالتيارات والجماعات التي قد نسقت في السابق مع مبادرة " يدا بيد " وهو الشيء المفاجئ لمتتبعي الساحة السياسية، حيث كان ولد حبيب قبل 24 ساعة فقط ثالث وزيرين يخططان لشراكة سياسية تكون الأقوى في المقاطعة، والولاية بصفة أعم..

خسر بذلك قائد تبار " اجماعه " وزنا سياسيا كبيرا كان في المتناول.

بعد مهرجان لعليبات، الذي نظمه العمدة المنخرط في حلف البشائر مولاي ولد محمد امبارك، ومهرجان النائب البو ولد كلاع في بلدية بوحديدة، ظهرت معالم معركة سياسية محتدمة بين الحلفين الأبرز في المقاطعة..وغابت التنبؤات الموضوعية لمصير الصراع.

لم تدم معالم تلك المعركة إلا قليلا..بعد الانسحابات التي تتالت من حلف البشائر، حتى بدت بوادر التلاشي تهدد المستقبل السياسي لقادة الحلف...

 

(تذمر الترشيحات..)

وسط ترقب كبير، وموجات متضاربة من الإشاعات، تقصي هذا تارة وذاك تارة وتنصف الجميع طورا... أعلن حزب الإنصاف عن ترشيحاته، فحصل البشائر على مرشح بلدية ألاك ومرشح بلدية شگار ونائب عن المقاطعة.. وحصل حلف الوزيرين على مرشح بلدية أغشوركيت ومرشح بلدية بوحديدة ونائب عن المقاطعة.

اعتمد الحزب المساواة - بغير قصد - في الإنصاف بدلا عن العدل بسبب تقارب المعنى بينهما، في وقت كان الإنصاف هو إعطاء كل ذي حق حقه وليس مساواة الجميع على حدّ تعبير الكثيرين.

فكان سببا للمغاضبة على مستوى الوطن، وعدة انسحابات داخلية في الأحلاف لم يسلم منها أي طرف..

تفاوت حجم الانسحابات بين الحلفين الأبرز في مقاطعة ألاك، بين انسحاب جماعي وانسحاب فردي، فانسحب من حلف البشائر الناج سيدي محمد الناج بجماعته ردا على ترشيحاته، وانسحب من حلف الوزيرين رئيس القسم الفرعي لأغشوركيت ردا على ترشيح جماعته للعمدة الجديد - كما عبر في إحدى صوتياته - وانضم بعد ذلك لحلف البشائر.

بدأت موجة عدم الانضباط الحزبي حين دعم وبارك ولد مكت قائد حلف البشائر ترشيح سياسيين وأطر وكوادر في الدولة من قادة حلفه في بلدية أغشوركيت لمرشح ضد مرشح حزب الإنصاف المحسوب على ولد أوداع للبلدية.

لم تهدأ موجة عدم الانضباط الحزبي هناك، بل رشح الحلف مرشحا آخر ضد مرشح الإنصاف في بلدية بوحديدة!

بعد عشرة أيام من التذمر السائد بسبب الترشيحات الأخيرة للإنصاف، وموجة من عدم الانضباط الحزبي، والانسحابات، خرج حلف الوزيرين محمد عبد الله ولد أوداع ومحمد ولد اسويدات بمرشح على رأس لائحة حزب حوار لبلدية ألاك، ردا على ترشيح حلف البشائر ضد مرشحهم في أغشوركيت... وتبريرا لتأخر إعلانهم عن اللائحة تردد من مقربين من حلف الوزيرين أنهم كانوا في مفاوضات لسحب اللائحة المرشحة ضدهم في أغشوركيت كي يتم سحب اللائحة قبل الإعلان عنها، وهو ما لم يرضه الطرف الآخر!

لتكون اللوائح الأخيرة المرشحة من الحلفين على النحو التالي:

حلف الوزيرين ( ولد أوداع - ولد اسويدات ) :

مرشح عن بلدية أغشوركيت من حزب الإنصاف.

مرشح عن بلدية بوحديدة من حزب الإنصاف.

مرشح عن بلدية ألاك من حزب حوار.

حلف البشائر:

مرشح عن بلدية ألاك من حزب الإنصاف.

مرشح عن بلدية شگار من حزب الإنصاف.

مرشح عن بلدية أغشوركيت من حزب الإصلاح

مرشح عن بلدية بوحديدة من حزب UDP

وتمسك الجميع بخيارت الحزب على مستوى النواب.

 

غابت بوادر ذاك التلاشي لحلف البشائر أوان أزمة تذمر الترشيحات، وعاد الحلف لقوته الأولى، والتوقعات لمعركة سياسية محتدمة عادت، حين رشح حزب الإنصاف قائد الحلف محمد ولد مكت على رأس اللائحة الوطنية للحزب، ورشحه كثيرون تزامنا مع ذلك على هرم البرلمان.

في ألاك احتدم الصراع منذ البداية، بين مرشح حزب الإنصاف - البشائر - ومرشح حوار - حلف الوزيرين - وظلت التنبؤات خالية من الموضوعية، وكل طرف يرى هزيمة الآخر مسألة وقت لا أكثر.

بدأت تحركات الحلف بحرية وطمأنينة كبيرة استنادا على الترشيحين لزعيم الحلف - المؤكد والمتوقع - وخاصة في بلدية أغشوركيت، فضاعف حلفاؤه جهودهم هناك، فعددوا أساليب الاقناع، كما عددت كل الأطراف أساليبها، وانفردوا بأسلوب مكرر.

وصل الجميع ليله بنهاره، وبدأت معالم تلك المعركة - بين الطرفين - تقترب كلما اقترب يوم الاقتراع، فأوفياء في معركة إزاحة كل الشكوك وإشاعات الاندثار، وعجز الاستمرارية، في ظل غياب أو تغييب قائدها في ملف سلف ذكره.

وسياسيون وأطر وكوادر في الدولة يبحثون عن إثبات الذات، في جو وظرف رأوه مناسبا على حدّ تعبير المتطفلين على التحليل السياسي في سوق القرية.

ما زالت موجة الانسحابات والانضمامات تطال الجميع لكن أغلبها ظل فرديا، ولم يؤثر على أي طرف.

حتى جاء اليوم المشهود، فتمخضت الأيام ووضعت ما كانت به حبلى، فانقشع الغبار ورأى كل حلف أفرس تحت خصمه أم حمار!

من انتصر في الأخير و من فاز؟ لكم الحكم بعد قراءة النتائج الأخيرة لمقاطعة ألاك:

حلف البشائر:

فاز ببلدية شگار، - رشح لها من الإنصاف ولم يغاضب فيها حلف الوزيرين - .

فاز بأحد نواب المقاطعة.

خسر بلدية ألاك - رشح لها من حزب الإنصاف -

خسر بلدية أغشوركيت - غاضب فيها -

خسر بلدية بوحديدة - غاضب فيها -

حلف الوزيرين:

فاز ببلدية ألاك - غاضب فيها -

فاز ببلدية أغشوركيت - رشح لها من الإنصاف -

فاز ببلدية بوحديدة - رشح لها من الإنصاف -

فاز بأحد نواب المقاطعة.