رحلة إلى البلد الطيب ! / الحضرامي الدباب | أغشوركيت

رحلة إلى البلد الطيب ! / الحضرامي الدباب

أحد, 21/01/2024 - 00:40

أغشوركيت ( آراء ): صبيحة يوم الثلاثاء 2021/01/16 انطلقت  فى رحلة من وسط تكانت صوب العاصمة رفقة" أبى "  وأخواتى  وابن العم الشاب الطيب الهادئ ( يحي / بوبه) ؛؛ توقفنا قليلا فى سوق انبيكه ؛؛ ثم انطلقنا وتوقفنا فى المنحدر الجنوبي ل " أكنيكيره ' ؛؛ استراحة تناسب السفر بكبار السن ؛؛ كان الجو بشبه أيام الربيع ؛ فالشمس دفينة ؛؛وتارة تهب الصبا بنسيم عليل ينعش النفوس ؛؛؛ويخفف من الإرهاق ؛ وفوق ذلك يحرك رواكد ما تبقي من مشاعر .

ثم واصلنا مسيرنا  حتى دنونا من مدينة " ألاك" قررنا اجتيازها إلى قرية " بئر البركة ' ؛ لكونها  أقل ضجيجا وأكثر هدوء  ؛؛ وصلنا القرية وقت صلاة الظهر وتوقفنا  فيها ؛؛ ولا ندرى أن القدر قد كتب أن مكان توقفنا هو مكان توفق مسيرة أبى فى الفانية ؛ وانتقاله إلى الباقية ؛؛ وأنه لن يصل العاصمة التى طالما رفض المكث فيها ؛؛ وأنه سيحل ضيفا على ربه بعد أن جهزه  للقياه. مشايخ " البلد الطيب " .
وأنه المكان الذى تهاطلت علي فيه سحب الحزن والألم ؛؛ وأنه المكان الذى تعرفت فيه على أناس لهم من العلم والكرم وحسن الأخلاق وطيب النفوس ما يشبه صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم ؛؛ وقد سمو قريتهم " البلد الطيب " ولهم من طيب الأقوال والأفعال ما يعضد تسميتهم ( البلد الطيب ..) ؛؛ وكأن البارودى  قصدهم بقوله : 

ألا إن أخلاق الرجال وإن نمت 
فأربعة منها تفوق على الكل // 

وقار بلا كبر وصفح بلا أذى 
وجود بلا من وحلم بلا ذل // .

صليت الظهر قصرا ؛؛ ثم ذهبت إلى صاحب المطعم الذى يبدو أنه بلغ الأشد أو يكاد ؛؛ تحدثت معه قليلا ثم عدت ؛؛ التفت إلى يحي / بوبه وقلت له : 
ارتاح لصاحب هذا المطعم ؛؛ وأتوسم فيه الخير ؛؛ لا أدرى لم قلتها ؟ ولا السبب الذى جعلنى أقولها ؟ 

انتهت فترة استراحتنا وههممنا بالمغادرة ؛؛ أشارت إلي اختى الصغيرة فجئتها فقالت : سألته _ تعنى الوالد _ عدة مرات ولم يجبنى ما به ؟ 
أمسكت يده  ووضعت يدي على صدره ؛؛ ثم أذنى ؛ عندها تأكدت أن أمر الله  قد حل ؛؛ تنبه صاحب المطعم الطيب ويسمى ( محفوظ / محمد العبد ) حفظه الله ؛؛ دار بينى وإياه حديثا على عجل ؛ اتصل على أحدهم ؛؛ ولما قطع الاتصال ركب سيارته وقال سر خلفنى ؛؛ لما وصلنا مشارف قرية البلد الطيب أقبلت إلينا سيارات تقل مشايخ سيماهم فى وجهوهم من أثر السجود على رأسهم إمام مسجد القرية الشيخ الفاضل ( المصطفي / المنجى )؛؛؛ وقد اصطفاه الله أن يكون من عباده الصالحين ؛؛ ونجاه من النواقص .

فإذا رزقت خليقة محمودة 
فقد اصطفاك مقسم الأرزاق // 

فالناس هذا حظه مال وذا 
علم وذا مكارم الأخلاق // 

وقد جمعهم الله فى الشيخ الفاضل ( المصطفي / المنجي ) ؛؛ وصنوه  ' أحمد باب / محمدو .

أخ طاهر الأخلاق عذب كأنه 
جنى النحل ممزوجا بماء غمام //

جهزوا المغفور له وتمت الصلاة عليه فى مسجد قرية ' البلد الطيب " وقبل مغادرتنا إلى مقبرة " اغشوركيت '"  أرسل الإمام أحد طلبته وطلب منى ومن يحي / بوبه الدخول إليه فى المسجد ؛؛ دخلنا عليه فإذا به جهز الشراب .؛؛ ما فعله الإمام ورفاقه من تكريمنا ؛؛ ضعفه فعله نساؤهم مع الأخوات كما ذكرن لى ؛؛ حتى خلت أن المتوفى والدهم ؛؛ وعلي تعزيتهم .
فجزاهم الله خيرا ؛؛ وأطال فى عمرهم وثبتهم عند السؤال وقبله ؛؛ ورحم الوالد برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته ....

 

المدون الحضرامي الدباب