الموسم السياحي في ولاية أدرار يعتبر رافد أقتصادي وتنموي | أغشوركيت

الموسم السياحي في ولاية أدرار يعتبر رافد أقتصادي وتنموي

أربعاء, 07/02/2024 - 13:26

تتميز ولاية آدرار بمناظرها السياحية الفريدة، وبمدنها الأثرية القديمة، مثل وادان وشنقيط وازوكي وكرن الكصبه وأوجفت، مما يجعلها وجهة سياحية وقبلة لكل الراغبين في الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، بما فيها واحات النخيل والوديان والكثبان الرملية والجبال الشامخة والمجاري المائية الرقراقة.

ولتسليط الضوء على الموسم السياحي بولاية آدرار، التقى مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء بوالي آدرار السيد عبد الله ولد محمد محمود، حيث أكد أن قطاع السياحة بالولاية يشكل رافدا أساسيا للاقتصاد ودعامة ثابتة للتنمية المحلية بعد قطاع الواحات.

وأعرب عن تقديره للجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة بالتعاون مع الفاعلين في المجال من أجل تعزيز نمو هذا القطاع الحيوي.

وأوضح أن القطاع السياحي يوفر العديد من فرص العمل، فضلا عن ما يصاحبه من مبادرات خصوصية لدعم الأنشطة المدرة للدخل، كما أن له تأثيرات واضحة على الكثير من القطاعات الإنتاجية مثل شركات النقل والفنادق ومكاتب الصرف والمرشدين السياحيين وأصحاب المتاحف.

واستعرض الوالي المقومات السياحية في الولاية، من بينها التضاريس الخلابة المتنوعة، مثل السلاسل الجبلية وواحات النخيل والكثبان الرملية والأودية والمجاري المائية الدائمة (الينابيع)، وكذلك المقومات الثقافية مثل المكتبات والمخطوطات والمدن الأثرية المصنفة لدى منظمات اليونسكو والاسيسكو ووادان وشنقيط وكرن الكصبة وازوكي وأوجفت وكلب الريشات.

وأوضح أن تعدد جنسيات السائحين الوافدين للبلاد يعكس أهمية الموسم السياحي الحالي، حيث أصبحت الولاية وجهة سياحية مفضلة لعديد الجنسيات: الفرنسية والبريطانية والبلجيكية والاسبانية، ومن آسيا الشرقية عموما وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى دول الخليج الذين استصدروا رخصا لمحميات خاصة بهم يستغلونها في الصيد التقليدي والقنص وتربية الطيور البرية كالأنعام والحبارى.

وأشار الوالي إلى أن الموسم السياحي المنصرم مكن من توفير مبالغ مالية معتبرة من العملة الصعبة، استفادت منها مكاتب الصرف في المطار، لافتا أنه تم استقبال حتى بداية هذا الشهر 13 رحلة جوية قادمة من باريس، مع توقع رحلات أخرى في الأيام القادمة، بالإضافة إلى السياح الوافدين عبر المعابر البرية.

واعتبر أن موسم الكيطنة يشكل هو الآخر أحد أهم مقومات السياحة في آدرار، لما يجلبه من منافع عبر المبادلات التجارية بين الأسواق والتجمعات، وما يصاحبه من أنشطة ترفيهية كسباقات الإبل والرماية والندوات الثقافية والاحياءات الفلكلورية.

وقال الوالي إن الحكومة تعمل على تحسين واقع السياحة المحلية من خلال تنويع المصادر، عبر تنظيم رحلات من دول أخرى، ومراجعة العقود المبرمة في فترة التصنيف الجائر على بلادنا، خصوصا أن الوضع الأمني بالبلاد مطمئن والولاية وجهة مفضلة.

وأكد أنه من بين المحسنات كذلك القيام بالمزيد من ترويج السياحة في الولاية عبر القنوات الرسمية والخصوصية والتشريعات الجاذبة للاستثمار في السياحة على ضوء ما تم مؤخرا من إلغاء رسوم التأشيرة في مطار أطار الدولي وتفعيل دور الهيئات الحاضنة للسياحة، مثل القطاع الوزاري المعني، والمجلس الجهوي، والبلديات.

وبين أن السلطات الجهوية أشرفت على تنظيم الموسم السياحي من خلال عقد سلسلة لقاءات مع مختلف المتدخلين من أجل تذليل كافة الخلافات حول المسائل التفصيلية، مع تنظيم مختلف المصالح بالمطار وتأمينه وتجهيزه بما يلزم لاستقبال السائحين وتوفير لهم كل المستلزمات التي تضمن لهم راحتهم وسعادتهم أثناء تواجدهم على أرضنا.

وأوضح الوالي أنه تم كذلك تنظيم معرض مواز دائم للصناعة التقليدية، والعمل على نظافة الممرات المؤدية إليه.

أما السيد الشيخ ماء العينين ولد الشيخ سعدبوه، المدير الجهوي للمكتب الوطني للسياحة بآدرار، فقد عبر عن خالص شكره للوكالة الموريتانية للأنباء على ما تقدمه من تقارير ميدانية من شأنها إنارة الرأي العام الوطني حول القضايا المحلية بالولاية.

وأوضح أن قطاع السياحة هو قطاع واعد وتنخرط فيه مئات الأسر الآدرارية، حيث يشكل مصدرا مهما للدخل الفردي، وموردا أساسيا للعيش الكريم للكثير من المواطنين بالولاية، بما في ذلك أصحاب الفنادق والنزل ووكالات السفر والصرافة والعاملين في مجال الصناعة التقليدية.

وبين أنه بعد إعطاء الانطلاقة الرسمية للموسم السياحي من طرف الوالي توالت الرحلات الجوية القادمة من فرنسا، حيث وصل عدد الزوار لحد الساعة ما يناهز (800) سائح.

وأوضح المدير أنه يعمل على تفعيل السياحة من خلال ابتكار وسائل جديدة داعمة لآليات جذب السائحين عبر الترويج للمناطق الموريتانية السياحية.

واعتبر أن منطقة آدرار تتمتع بمقومات سياحية جاذبة، مطالبا الجميع بالتعاون والعمل من أجل دعم استمرار الأمن بغية تحقيق نتائج إيجابية في المجالات السياحية.

وأوضح أنه يتوقع زيادة معتبرة في عدد الوافدين خلال الموسم القادم، بمعدل 20 رحلة جوية قادمة من فرنسا، بالإضافة إلى برمجة رحلة جوية بين أطار ومدريد بأسبانيا.

وبدوره، أكد السيد اسلمو ولد الشرقي، نائب رئيس فرع الاتحادية الوطنية للسياحة على مستوى آدرار، أن الاتحاديه هي جزء من اتحاد أرباب العمل الموريتانيين، مبينا أن قسم آدرار يهتم أساسا بالسياحة المنظمة، وأغلبها يأتي عبر رحلات جوية قادمة من فرنسا.

وثمن ولد الشرقي ما تقوم به الحكومة من دعم لقطاع السياحة عبر دعم الرحلات وإعفاء التأشيرة، مضيفا أن السياحة تستفيد منها معظم الأسر في الولاية، بما في ذلك أصحاب النزل والفنادق ووكالات السفر والصرافة والجمالة والمرشدين وأصحاب المتاحف.

وأكد أن اتحاديته تعمل على حل مختلف المشاكل التي تعاني منها السياحة على مستوى الولاية، مؤكدا أن أيام (5-6-7) من شهر مارس ستشهد تنظيم معرض دولي للسياحة في برلين، وأن الاتحادية بالتنسيق مع شركة موريتانيد للسياحة تمكنت من الحصول على تذاكر مجانية لحث الفاعلين على المشاركة فيه.

ومن جهته، أوضح عمدة معدن العرفان السيد محمد ماحي ولد سيدين، أن بلديته تتمتع بمعالم سياحية هامة من بينها (ترجيت ولكليوه وانجبيرت وتفجار والكلته واتنزنت ودخلت الناكه وادخالي).

وطالب بضرورة تنظيم القطاع من أجل أن تعم الاستفادة على كافة المواطنين بالولاية، مؤكدا أن الاستفادة من السياحة محدودة للساكنة في الوقت الحالي.

أما المرشد السياحي محمود ولد أحمد جدو ولد إمم، فقد أكد أن قطاع السياحة يدر منافع مادية على مئات الأسر، مطالبا باستحداث خط سياحي جديد وتوسيع نطاق العمل مع مختلف الدول الأوروبية، وخصوصا اسبانيا بدلا من التركيز على خط سياحي واحد مع فرنسا.

ودعا إلى أهمية تكوين المرشدين السياحيين على اللغات الأجنبية وسبل التعامل مع الزوار الوافدين من مختلف بقاع العالم عبر ترسيخ القيم الثقافية والاجتماعية للأمة.

وحث ولد احمد جدو الفاعلين في القطاع على ضرورة تفعيل التنسيق مع الشركات الأوروبية قبل انطلاقة الموسم السياحي بعدة أشهر من أجل خلق ظروف مناسبة لنجاحه، منبها إلى أهمية توجيه السياح إلى أصحاب الفنادق والنزل والمتاحف ومعارض الصناعة التقليدية.

وأوضح أن ولاية آدرار تتميز بمناطقها السياحية الجميلة، مثل الواد لبيظ وتمنيت وشنقيط ووادان والغلاوية وكلب الريشات وترجيت.

ونبه إلى أهمية الدور الريادي الذي تقوم به الجمالة في دعم السياحة، مشيرا إلى أن هؤلاء لا يستفيدون بقدر ما يبذلونه من جهود مضنية، حيث يتقاضى الجمال (1500) أوقية قديمة يوميا ومثلها لمركوبه.

أما السيد بيرنارد، قائد قافلة سياحية فرنسية تتكون من 18 سيارة رباعية الدفع قادمة من فرنسا عن طريق المغرب، فقد أكد أن قافلته دخلت موريتانيا من خلال المعبر الحدودي بمنطقة نواذيبو، ومنها إلى عاصمة ولاية آدرار أطار باتجاه شنقيط والواد لبيظ ومن ثم التوجه إلى تيشيت ومنها إلى مدينة ولاته التاريخية.

وبين أن رحلته داخل الأراضي الموريتانية ستتواصل على امتداد 23 يوما من أجل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية، مثمنا ظروف الأمن والاستقرار والأجواء السياحية المريحة، مما دفعه إلى اختيارها كوجهة سياحية لخمسة أعوام متتالية.

وأكد أن عدد أفراد قافلته السياحية يبلغ (36) سائحا بمعدل فردين على متن السيارة الواحدة، معبرا عن خالص شكره للسلطات الموريتانية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.