ماذا نعرف عن مدينة رفح التي تهدد إسرائيل باجتياحها عسكرياً؟ | أغشوركيت

ماذا نعرف عن مدينة رفح التي تهدد إسرائيل باجتياحها عسكرياً؟

أحد, 11/02/2024 - 22:26

أغشوركيت ( أنباء دولية ) : حذرت الأمم المتحدة من وضع كارثي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في حال أقدمت إسرائيل على تنفيذ تهديدها باجتياح المدينة عسكريا.

وقالت الأمم المتحدة إنها تواجه ضغوطا هائلة من أجل وضع خطة تهدف إلى مساعدة ما يزيد عن مليون نازح فلسطيني في رفح، في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لعملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة.

كما تعاني المدينة على المستوى الصحي، فلا يوجد بها إلا عدد قليل من المستشفيات أبرزها مستشفى رفح المركزي، ومستشفى الكويت التخصصي، ومستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، وجميعها تعاني نقص الإمدادات الطبية، وغياب الكهرباء ومصادر الطاقة، ما يؤثر على قدرة الأطباء والفرق الصحية في توفير العلاج، ومراعاة المرضى.

تستضيف رفح حالياً أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ من مناطق أخرى في قطاع غزة، فرّوا بسبب الحرب الجارية منذ نحو أربعة أشهر، فما الذي يميز المدينة الواقعة على حدود القطاع مع مصر؟

 

رفح الحدودية

تقع مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الشريط الحدودي الفاصل بينه وبين شبه جزيرة سيناء المصرية، وتعتبر أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، حيث تبلغ مساحتها 55 كيلومتر مربع، وتبعد عن القدس حوالي 107 كم إلى الجنوب الغربي.

 

ويقع المعبر الحدودي الوحيد بين القطاع ومصر في مدينة رفح، والذي يعول عليه بشكل رئيسي طوال عقود في إدخال المساعدات للقطاع وإخراج المصابين لتلقي العلاج والسفر.

واكتسبت المدينة شهرتها العالمية لهذا السبب، حتى أن شهرة المعبر فاقت شهرة المدينة نفسها بسبب تداول اسمه في الأخبار بشكل مستمر.

وخلال العقود الماضية كانت عشرات الأنفاق تمتد عبر الحدود بين غزة ومصر بشكل غير رسمي، حتى قام الجيش المصري خلال السنوات الماضية بهدمها.

ورغم ذلك لا يعرف حالياً إن كانت هناك أنفاق قائمة أم لا، حيث أن غالبيتها كان يتم حفره بشكل سري، ويتم استخدامها في إدخال البضائع من مصر إلى القطاع، وبذلك كانت رفح تشكل للقطاع مصدراً هاماً من مصادر التجارة والاقتصاد.

وتدخل مئات الشاحنات بشكل يومي إلى القطاع من معبر رفح، في الحالات الطبيعية أي قبل الحرب.

 

تاريخ مدينة رفح

 

تعتبر مدينة رفح من المدن التاريخية القديمة فقد تم تأسيسها قبل 5 آلاف عام، وغزاها الفراعنة والأشوريون والإغريق والرومان.

وعرفت المدينة بأسماء عدة، فسماها الفراعنة روبيهوي، وأطلق عليها الآشوريون رفيحو، وأطلق عليها الرومان واليونان اسم رافيا، حتى سماها العرب رفح.

وخضعت رفح عام 1917 للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين، وفي 1948 دخل الجيش المصري رفح وتحولت السيطرة عليها إلى مصر، حتى وقعت في أيدي إسرائيل عام 1956 ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967 حيث احتلها إسرائيل.

وزاد من أهميتها عبر التاريخ مرور خط السكك الحديدية الواصل بين القاهرة وحيفا في أراضيها، وتم تدمير هذا الخط بعد عام 1967.

وقُسمت رفح إلى شطرين بالأسلاك الحدودية الشائكة، بعد اتفاقية كامب ديفيد، حيث استعادت مصر سيناء، وإثر هذه الاتفاقية انفصلت رفح سيناء عن رفح غزة، وبلغت مساحة الشطر الواقع في غزة ثلاثة أضعاف مساحة الشطر الذي المصري تقريباً.

على الجانب الإنساني، يعود معظم سكان رفح في أصولهم إلى مدينة خان يونس، وإلى بدو صحراء النقب، وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا من مختلف القرى والمدن إلى رفح بعد "النكبة" عام 1948.

توزيع معونات في رفح

 

سكان رفح الجدد خمسة أضعاف العدد السابق

تقول الأمم المتحدة إن رفح تستضيف أكثر من 1.3 مليون نازح، يمثلون نحو نصف سكان قطاع غزة، بينما ترفع تقديرات أخرى ذلك العدد إلى 1.5 مليون شخص. وقد نزح بعض هؤلاء نحو 6 مرات هروباً من القصف الإسرائيلي.

وبذلك يكون عدد سكان رفح قد تضاعف 5 مرات مع فرار الناس من القصف، وغالباً بموجب أوامر الإخلاء، منذ أن بدأت إسرائيل هجومها في قطاع غزة، في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويعيش هؤلاء النازحون في ظروف مزرية في مراكز إيواء مكتظة كالمدارس أو في الشوارع، أو في أي رقعة أرض، محاطين بالسياج الحدودية المصرية والإسرائيلية والبحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن القصف الإسرائيلي.

ويكافح الأطباء وعمال الإغاثة لتوفير المساعدات الأساسية، ووقف انتشار الأمراض بين النازحين. وتقول وكالات الإغاثة إنها لا تستطيع نقل الناس إلى مناطق أكثر أمناً، لأن القوات الإسرائيلية متمركزة في الشمال، وإنّ المساعدات المسموح بدخولها إلى القطاع محدودة للغاية.

مواقع الخيم الجديدة في غزة

ونزح معظم سكان رفح الحاليين بسبب القتال من أجزاء أخرى من غزة، ويعيشون في الخيام التي نصبوها من قضبان معدنية أو عصي، أو أغصان الشجر، وغطوها بالأقمشة أو المواد البلاستيكية، فيما تعد رفح الملاذ الأخير بالنسبة لهم.

وفضل العديد من النازحين البقاء في الجزء الغربي من المدينة القريب من البحر، خشية تعرضها لاجتياح من الجهة الشرقية القريبة من الحدود مع إسرائيل.

وشُيدت الآلاف من الخيم في رفح منذ بداية ديسمبر/ كانون الأول بالقرب من الحدود المصرية، ويظهر تحليل لصور الأقمار الصناعية قامت به بي بي سي الأعداد المتزايدة للخيام في رفح منذ بدء الحرب. حيث تغطي الخيم الجديدة مساحة تقدر بحوالي 3.5 كيلومتر مربع.

وتبين صور الأقمار الصناعية، التي التقطت خلال الشهرين الماضيين، وتيرة التهجير في قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة. وتظهر الصور أن جميع الأراضي غير المأهولة بالسكان تقريباً، الواقعة شمال غربي محافظة رفح، قد تحولت إلى ملاجئ للنازحين.

 

وبذلك بدلا من مخيم رفح للاجئين الذي كان موجوداً قبل بداية الحرب الأخيرة، تحولت رفح بالكامل إلى ما يشبة مخيما كبيراً للاجئين.

ومع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه أصدر توجيهاته للجيش بإعداد الخطط اللازمة لإجلاء النازحين والمدنيين من رفح، لشن هجوم بري عليها، يبرز السؤال الأهم، أين سيذهب الناس بعد ذلك، وإلى أي حد ستمتد الحرب؟ كلها تساؤلات تسيطرعلى عقول أبناء المدينة والنازحين إليها.