قال المفتش المقاطعي لوزارة البيئة في باسكنو بالحوض الشرقي، ابوبكر ولد احمدو، أن أعداد الحرائق لهذا العام تقلصت بشكل كبير مقارنة مع السنوات الماضية بعد جهود مضنية بذلت من قبل السلطات العمومية في الولاية والمقاطعة بشكل خاص.
وأوضح المفتش، خلال لقاء مع الوكالة الموريتانية للأنباء (ومأ)، أنه تم خلال موسم 2022 – 2023 تسجيل 14 حريقا على مستوى المقاطعة، مقابل 46 حريقا في نفس الفترة من موسم 2022-2023، أي بانخفاض 60 في المائة تقريبا، و39 حريقا في موسم 2021 – 2022، و29 حريقا في موسم 2020 – 2021م.
وبين أن جميع المساعي، والتي تمثلت في شق الطرق الواقية من الحرائق والتحسيس والتعبئة المتواصلة وإنشاء لجان قروية مجهز أغلبها بالوسائل اللوجستية من قبل السلطات المحلية وشركائها في التنمية، أسهمت وبشكل كبير في تعزيز مقاربة القطاع للحد من الحرائق في هذا العام المحدود المراعي في بعض مناطق الولاية.
وأشار إلى أنه من غير المتوقع تسجيل حرائق جديدة لعدة أسباب منها شق خطوط واقية إضافية أصبحت جاهزة منذ شهرين، وهاجس خوف المنمين من قلة المراعي، وعدم رغبتهم في التوجه لجمهورية مالي، نظرا للإكراهات الأمنية.
وأضاف المفتش أن مقاطعة باسكنو تتميز بمخزون رعوي مهم يعد الأكبر في الولاية من حيث المساحة، إلا أن هذا المخزون ظل يتعرض خلال السنوات الماضية للحرائق، مبينا أن 10 – 15% من الحرائق سببها الإهمال، و85 – 90% تنسب إلى الرعاة القاصرين في معظمهم، والمسافرين مثل رمي السجائر دون الإنتباه.
ونبه إلى أن المندوبية الجهوية، ممثلة في المفتشية المقاطعية بباسكنو، عملت على تطبيق برنامج متكامل يرتكز على بث التوعية والتحسيس للحد من هذه الظاهرة الخطيرة والقضاء عليها نهائيا، وقامت بجولات شملت كافة قرى البلديات وشكلت لجانا قروية لهذ ا الغرض ليتجاوز عددها أكثر من 100 لجنه على مستوى المقاطعة.
وأعرب المفتش المقاطعي عن شكره وامتنانه للشركاء الدوليين على مواكبتهم للسلطات المحلية وخص بالذكر مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في باسكنو الذي دأب على توفير دعم لوجستي ملموس لمنظمة نجدة الصحراء يتمثل في توفير سيارات رباعية الدفع لنقل المواطنين للعمل على إطفاء الحرائق في حال نشوبها، إضافة إلى فرقة بمخيم أمبرة مجهزة بوسائل الإطفاء وعلى استعداد دائم للتدخل إن دعت الحاجة لذلك.
وأضاف أن مفتشية المقاطعة تعمل، رغم التحديات، على تنظيم دوريات أسبوعية تجول مختلف التجمعات السكنية وقرى المنطقة بهدف تحسيس السكان بخطورة إشعال النار في المناطق ذات الغطاء النباتي، وتبرز خطورة الحرائق والترسانة القانونية المعتمدة في موريتانيا لمعاقبة مرتكبي هذا الجرم الخطير.
ودعا المفتش المقاطعي لوزارة البيئة كافة المنتخبين والقوى الحية في ربوع الولاية والمقاطعة بضرورة تكثيف التحسيس والتعبئة المتواصلة للحد من الحرائق والإتصال بارقام المفتشية في حالة – لاقدر الله – نشوب حريق من أجل القضاء عليه قبل أن يلتهم مساحات كبيرة من المخزون الرعوي.