أغشوركيت ( منوعات ) : كشفت العديد من الهيئات الفلكية الحكومية عبر العالم استقبال كوكب الأرض عاصفة مغناطيسية شديدة، تستمر منذ مساء الأحد إلى اليوم الإثنين، ناجمة عن توهج شمسي، تم رصده يوم السبت المنصرم؛ فيما يخفف من حجم تأثيراتها المرصد الفلكي بأوكايمدن المغربي.
ونقلت وكالة “نوفوتسي” الروسية، صباح اليوم الإثنين، نقلا عن مصدر بمختبر علم الفلك الشمسي بأكاديمية العلوم الروسية، أن “انبعاثات البلازما الشمسية وصلت إلى كوكب الأرض، وهي حاليا تشكل عاصفة جيومغناطيسية”.
ويعتقد الخبراء الروس، وفق المصدر ذاته، أن قوة هاته العاصفة تساوي تقريبا الحد الأقصى، وهو حدث لم يشهده الكوكب منذ 20 عاما؛ في وقت أكد نظراؤهم بأستراليا “وجود تأثير لها على شبكات الطاقة والأقمار الاصطناعية، التي توفر خدمات الملاحة، والمراقبة، والاتصالات”.
وقال مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع لمكتب الأرصاد الجوية بأستراليا، في تحذير له صباح اليوم الإثنين، إن “العاصفة في تقدم، ويمكن رؤية الأضواء الجنوبية”.
في هذا الصدد قال زهير بنخلدون، رئيس المرصد الفلكي بأوكايمدن التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، إن “هاته العاصفة المتوقعة اليوم قادمة من الشمس تحديدا، وهي ناتجة عن دخول الشمس في نشاط توهجي مرتفع”.
وأورد بنخلدون لهسبريس أن هاته العواصف ليست بالجديدة، وهي دائما موجودة، ومعروفة كثيرا، موضحا أن “مركز أوكايمدن يدرس هاته الظاهرة باستخدام آلات محددة لهذا الغرض”.
وأضاف المتحدث ذاته أن المركز سبق له نشر دراسة دقيقة حول إحدى العواصف، تبين من خلالها وجود تأثيرات على مجال الاتصالات، خاصة في مجال الملاحة الجوية، مبينا أن “هنالك حلولا لتجاوز هذا الوضع، وإبقاء الاتصال سليما”.
وأشار رئيس المرصد الفلكي بأوكايمدن إلى أن “المواطنين لا يجب أن يحسوا بأي تخوف من هاته العاصفة، إذ لا وجود لأي تأثير لها على البشر وصحتهم، وحتى على التوازن الطبيعي”، مستدركا بأن “هنالك حالات عبر التاريخ لتسجيل حوادث في مجال الطيران بسبب هاته العواصف، لكن علميا يتم نفي ذلك”.
وذكر بنخلدون بدراسة منجزة في 2014، من قبل المرصد، حول تأثير عاصفة جيومغناطيسية على شمال إفريقيا، جاءت من خلال إشعاع شمسي شديد.
وتوضح الدراسة التي ناقشت تأثيرات العواصف الجيومغناطيسية على شمال إفريقيا، لأول مرة في المنطقة، أن “التأثيرات بالفعل تنحصر فقط على مجال الاتصال اللاسلكي، خاصة حركة الملاحة الجوية”.
وتقول صحيفة “يورونيوز” الأوروبية إن “هذا الحدث يشكل فرصة مهمة لعشاق رؤية الشفق القطبي، إذ يوفر التوهج الشمسي مشاهد رائعة للغاية”.
ويوضح المصدر ذاته، نقلا عن مركز التنبؤ بالطقس الفضائي الأمريكي ( NOAA)، أن “التأثيرات قد تكون منحصرة أساسا على حركة الملاحة الجوية للطائرات التي تحاول التواصل مع أبراج المراقبة البعيدة جدا”.
المصدر : هسبريس