أغشوركيت ( أنباء دولية ) : تصاعد التوتر السياسي بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، إذ توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإسقاط مقاتلات إف-16 في حال تلقتها كييف من الحلف، وسط تصريحات أوكرانية تؤكد قرب تسلم كييف تلك الطائرات، في حين أسفر قصف روسي استهدف عدة مناطق أوكرانية عن سقوط قتلى ومصابين.
وقال بوتين، خلال حديثه لطيارين بالقوات الجوية الروسية في وقت متأخر أمس الأربعاء، إن بلاده لا تخطط لمهاجمة أي من دول الناتو، لكن إذا ما زود الغرب أوكرانيا بمقاتلات إف-16 فإن القوات الروسية ستسقطها.
وقال بوتين في حديثه، الذي أصدر الكرملين نصا بما دار فيه اليوم الخميس، إن الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة توسع شرقا باتجاه روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991، لكن موسكو لا تخطط لمهاجمة أي دولة عضو بالحلف.
وأكد بوتين أن إمداد الغرب لكييف بمقاتلات إف-16 لن يغير شيئا في ساحة المعركة، كما أكد أن الغرب يناقش ذلك ويدرب الطيارين تمهيدا لتزويد أوكرانيا بتلك الطائرات.
وقال الرئيس الروسي إن مقاتلات إف-16 يمكنها أيضا حمل أسلحة نووية، وتابع "بالطبع، إذا انطلقت من مطارات دولة ثالثة، فستصبح أهدافا مشروعة لنا أينما كانت".
وأضاف "سندمر الطائرات، مثلما ندمر حاليا الدبابات والمدرعات وغيرها من المعدات، ومنها راجمات الصواريخ".
وجاءت تصريحات بوتين في أعقاب تصريح أدلى به وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا -أمس الأربعاء- قال فيه إن أوكرانيا تتوقع تسلم مقاتلات إف-16 خلال الأشهر المقبلة.
توتر مع رومانيا
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية الروسية، صباح اليوم الخميس، إن نشاط الناتو في شرق أوروبا ومنطقة البحر الأسود يأتي في إطار استعداد الحلف لمواجهة محتملة مع روسيا.
وأضافت الوزارة أن "مثل هذا النشاط من قبل أعضاء حلف شمال الأطلسي محض إثارة، يزيد من التوتر العسكري على طول حدودنا، ويخلق تهديدات إضافية لأمن روسيا"، وفق ما أوردته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وقالت الوزارة إن موسكو ستراقب ما يجري في رومانيا وتقيم المخاطر المترتبة عليه وتأخذها في الاعتبار في خططها العسكرية.
ويأتي بيان الخارجية الروسية بعد إعلان السلطات الرومانية جاهزيتها لاستثمار 2.7 مليار دولار لتطوير قاعدة جوية عسكرية في منطقة كونستانتا.
وقد بدأ العمل في الجزء الجنوبي من المعسكر المستقبلي، حيث يتم بناء طرق الوصول وشبكة كهربائية قوية الآن.
قتلى وجرحى في هجمات روسية
وميدانيا، أفادت وسائل إعلام بمقتل 4 أشخاص وإصابة 28 آخرين جراء قصف روسي على مناطق أوكرانية عدة، من بينها خاركيف، مما دفع كييف للمطالبة بالحصول على مزيد من منظومات باتريوت للدفاع الجوي من حلفائها الغربيين.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -أمس الأربعاء- حلفاءه الغربيين مجددا إلى "تسريع تسليم" بلاده طائرات مقاتلة من طراز إف-16، بالإضافة إلى منظومات باتريوت.
وقال زيلينسكي إن "تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا وتسريع تسليم أوكرانيا طائرات إف-16 مهمّتان حيويتان".
من جهتها، أعلنت القوات الأوكرانية إسقاط 26 مسيّرة أطلقتها روسيا باتجاه شرق البلاد وجنوبها ليل الأربعاء وصباح الخميس، وفق ما أعلن مسؤول كبير في الجيش.
وقال قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليتشتشوك -صباح اليوم الخميس- إن القوات الروسية أطلقت 28 مسيّرة هجومية خلال الليل من منطقتَي كورسك وكيب تشودا الروسيتين في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وأوضح أن 26 من هذه الطائرات المسيرة "دُمرت" في مناطق مختلفة بأوكرانيا من دون أن يفيد بوقوع إصابات أو أضرار مادية.
المصدر : الجزيرة + وكالات