
أغشوركيت ( أنباء دولية ) : اندلع الحريق في كنيسة البشارة، الواقعة في أروقة المنصور، والتي كانت تُستخدم كمخزن للكراسي الخشبية وآلات التنظيف. ويُحتمل أن يكون ماس كهربائي أو حمل زائد في إحدى هذه الآلات قد تسبب في اندلاع النيران الأولية، على الرغم من أن التحقيق لا يزال جاريًا ولم يُستبعد أي فرضية. وأوضح العميد أنه بمجرد معرفة الأسباب الدقيقة للحريق، سيتم تقييم التحسينات الممكنة لخطة الحماية الذاتية للنصب التذكاري، مع أن "آلات التنظيف الكهربائية كانت موجودة دائمًا ولم يحدث شيء على الإطلاق".
ووفقًا لرئيس إدارة إطفاء قرطبة، دانيال مونوز، نُفذت جهود الإطفاء من خلال نقطتي هجوم: واحدة داخلية وأخرى خارجية. وبرزت الصعوبة الأكبر عند الوصول إلى السقف، الذي انهار في النهاية بسبب "فقدان العوارض ووزن الماء".
وأوضح مونوز أن رجال الإطفاء كانوا على دراية بالنصب التذكاري بفضل التدريبات التي أجروها بشكل دوري، مما سهّل عملية الإطفاء. في البداية، شاركت ثلاثة طواقم من محطتي إطفاء في العمل، ولكن لاحقًا، أُضيف ضباط آخرون كانوا خارج أوقات عملهم، ووُضعوا تحت تصرف الخدمة فور علمهم بالحادث. وبذلك، وصل العدد الإجمالي إلى 35 فردًا، مع رافعة عالية الارتفاع وخمس شاحنات إطفاء أخرى.
خلال العملية، احتاج أحد رجال الإطفاء إلى العلاج في الموقع من قِبل خدمات الطوارئ بسبب الإجهاد الحراري، ولكن بعد تعافيه، عاد إلى العمل.
شهد المسجد حريقين آخرين في الماضي، أحدهما عام 1910 والآخر عام 2001، عندما احترق أرشيف ودُمرت العديد من السجلات التاريخية. ومنذ ذلك الحين، طُبقت بعض التحسينات الوقائية، مثل تركيب خزائن مقاومة للحريق ونظام إطفاء آلي.
وأوضح العميد أيضًا أنه يعتقد أن بروتوكول التدخل لإطفاء الحريق كان "ممتازًا"، مما سمح بالسيطرة على الحريق "في وقت معقول وبكفاءة عالية". ومع ذلك، أضاف قائلاً: "في معلمٍ بهذه السمات، تُتخذ خطواتٌ حثيثة لتحسين الإدارة"، ويتجلى ذلك في أنه من المقرر تركيب نظام إطفاء ذاتي برذاذ الماء، مشابه للنظام المُثبّت في كاتدرائية نوتردام في باريس، التي عانت من حريقٍ مدمر في أبريل 2019، خريف العام المقبل.
مفتوح للزوار
أعادت الكنيسة( المسجد الأموي العظيم) فتح أبوابها للزوار يوم السبت في حالةٍ طبيعية نسبيًا، على الرغم من تطويق المنطقة المتضررة لضمان سلامة الزوار والممتلكات المتضررة. وأكد الفنيون (مهندسو ترميم الكاتدرائية ورجال الإطفاء) الذين عاينوا المبنى أن الضرر "محصورٌ في مكانٍ محدد"، وبالتالي لا يُشكّل أي خطر على الناس.
عند اندلاع النيران، كانت الكنيسة مغلقةً بالفعل أمام الزيارات النهارية، ولم تكن الجولات الليلية قد بدأت بعد.
أعرب أسقف قرطبة، المونسنيور خيسوس فرنانديز، في بيانٍ له الليلة الماضية عن امتنانه لتعاون جميع المؤسسات والأفراد المشاركين في إخماد الحريق، وخاصةً إدارة الإطفاء على "تدخلها السريع والفعال الذي حال دون وقوع المزيد من الأضرار". كما أعرب عن امتنانه للشرطة الوطنية والمحلية، والحماية المدنية، وعمال المسجد والكاتدرائية على "سرعتهم في تطبيق البروتوكول الخاص بهذه الحالات واحترافيتهم المُثبتة". وصرح المونسنيور فرنانديز قائلاً: "بفضل الله وشفاعة القديس رافائيل"، فعّل المجلس خطة حماية المعبد على الفور.
المزيد في صحيفة "إل موندو"
ظل رجال الإطفاء وشرطة قرطبة المحلية متيقظين طوال الليل في المنطقة المتضررة من المسجد، بعد إخماد النيران حوالي الساعة الحادية عشرة مساءً، على الرغم من استمرار العمل لساعات لتبريد جدران وأسقف الكنائس المتضررة.
من جانبه، أصدر الأسقف الفخري لقرطبة، ديميتريو فرنانديز، رسالة طمأنة لشعب قرطبة و"العالم أجمع"، حيث ذكر أن المكالمات التي تستفسر عن حالة الكنيسة وردت من أجزاء عديدة من العالم.