
أغشوركيت ( أنباء إقليمية ) : شهدت مياه البحر المتوسط خلال فصل الصيف تحولات ملحوظة، حيث أصبحت الظروف الجوية أكثر ملاءمة للمهاجرين الذين يسعون لعبور البحر نحو أوروبا. فالتيارات الدافئة والضباب الكثيف والليالي الطويلة توفر فرصة لمحاولات الهجرة السرية.
وأفاد تقرير نشره صحيفة "The Guardian" البريطانية أن الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضها المغرب لم تحدّ من عزيمة المهاجرين. هذه الموجة الجديدة لا تقتصر على الشباب الذكور، بل تشمل الأطفال والعائلات القادمة من دول الساحل وشمال إفريقيا مثل مالي والسنغال وغينيا والسودان وإريتريا.
منذ بداية العام، أودت محاولات الهجرة بحياة 19 شخصًا بالقرب من سبتة، بينهم عدد من الأطفال. الأسبوع الماضي، تم العثور على شاب ميت على شاطئ سبتة بعد اعتراضه من قبل البحرية المغربية.
رغم تكثيف الدوريات البحرية وزيادة المراقبة على الشواطئ، إلا أن حوالي مئة شخص حاولوا عبور الحدود السبت الماضي، نجح سبعة أطفال منهم في الوصول إلى السواحل الإسبانية بينما تم إعادة الآخرين إلى المغرب.
المغرب يمثل نقطة عبور استراتيجية قبل الوصول إلى أوروبا، وتكتسب مدينتا سبتة ومليلية الإسبانيتان أهمية كبيرة كمنافذ برية نحو الاتحاد الأوروبي. وتستغل شبكات التهريب معرفة نقاط الضعف في المراقبة البحرية والبرية لتسهيل عبور المهاجرين.
ويشير التقرير إلى أن جذور هذه الظاهرة تتجاوز حدود الشواطئ المغربية، حيث تلعب النزاعات في الساحل والجفاف والتغير المناخي والفقر في شمال إفريقيا دورًا رئيسيًا في دفع الناس للهجرة.
وبحسب الصحيفة البريطانية، لا يمكن حل الأزمة فقط من خلال المراقبة البحرية، بل يجب معالجة الأسباب الأساسية في بلدان المنشأ لضمان حلول دائمة. وبينما تشدد القوات البحرية الأوروبية والمغربية الرقابة على المتوسط، يظل أمل المهاجرين في حياة أفضل قوة دافعة لا يمكن إيقافها بالقوانين أو الجدران أو البحار.