
أغشوركيت ( أنباء إقليمية ) : تشهد أسواق الذهب العالمية طفرة غير مسبوقة، حيث تجاوز الإنتاج العالمي 3.700 طن في 2024 بدفع من الارتفاع القياسي لأسعار المعدن الأصفر التي بلغت 3.336 دولارًا للأونصة في أغسطس 2025، مسجلة زيادة تقارب 75% خلال عامين. ورغم أن إفريقيا توفر نحو ربع الإنتاج العالمي (900 طن) عبر خمسة عشر بلدًا منتجًا، إلا أن القارة لا تجني سوى مكاسب محدودة بسبب هيمنة الشركات الأجنبية وتوسع التهريب.
يتصدر غانا قائمة المنتجين الأفارقة بـ 140,6 طن في 2024، مستفيدة من إصلاحات جذرية شملت منع الأجانب من دخول سوق الذهب المحلي، وإنشاء هيئة احتكار الدولة وتدشين أول مصفاة وطنية بقدرة 120 طن سنويًا. هذه الخطوات انعكست على الصادرات التي قفزت إلى 11,64 مليار دولار بزيادة 53%، لتشكل أكثر من نصف مداخيل البلاد من التصدير.
في المقابل، سجلت مالي تراجعًا بنسبة 23% إلى 100 طن، متأثرة بالخلافات مع مجموعة "باريك غولد" بعد إقرار قانون جديد يوسع حصة الدولة في الاستثمارات ويُلزم الشركات بإيداع أرباحها في المصارف المحلية، ما رفع العائدات الضريبية إلى 835 مليار فرنك إفريقي. أما جنوب إفريقيا، التي فقدت موقعها التاريخي كأول منتج، فاكتفت بـ 99 طن، تليها بوركينا فاسو (94,4 طن)، السودان (74 طن)، غينيا (68 طن)، وبلدان أخرى.
ورغم هذا الزخم، يبقى التحدي الأكبر أمام القارة في الحد من التهريب وتعزيز التصنيع المحلي، إذ إن معظم الذهب يُصدر خامًا، بينما تذهب الأرباح الكبرى للشركات متعددة الجنسيات مثل "نيوماونت" و"أنغلوغولد أشانتي". غير أن توجه دول مثل غانا ومالي نحو سياسات سيادية وتوسيع قدرات التكرير قد يشكل منعطفًا تاريخيًا، يمكن أن يسمح لإفريقيا بالاستفادة أخيرًا من ثروتها الذهبية.