الوكر و " الفردان " في بكائية الأديب : محمدابراهيم ولد محمد الشيخ رحمه الله | أغشوركيت

الوكر و " الفردان " في بكائية الأديب : محمدابراهيم ولد محمد الشيخ رحمه الله

اثنين, 22/01/2018 - 18:26

أغشوركيت ( ثقافة): قديما طرح النقاد العرب جدلية الزمان والمكان لدى الشعراء عموما ، والإرتباط العضوي الكائن بين الأرض والإنسان كثنائية نقدية لها إشكالها وجانبها الفلسفي الذي يتقارعه الشاعر أوالأديب ( لمغن عندنا ) في رحلة الإستمداد من تداعيات العيش مع لحظة الحزن أوالنشوة أوالإدكار .... كلما سمحت سرمدية الإبداع باسترجاع ذكريات مرت من هنا أوهناك وتركت أثرها في نفسية شاعر ترجم أناة المكان وتقلب الزمان في شيء اسمه " البكاء على الأطلال " .

 

 

وهو غرض من أغراض الشعر " الأدب الحساني " التي طرقها الأدباء الموريتانيون ، وفيه تدخل أنشودة من بكائيات أديب " امغن " ( بركني ) قرض الأدب في صباه ومشى على ربى الصحراء منتجعا مواطن جمال الوجود برقي الفتوة وديباجة التصوف المرهف بقدسية الطبيعة ونكران الذات بين مضارب خيام حيه " إفرگان " — تامرزگيت — التي لم تحفظ لنا من إنتاجه الأدبي وعطائه الثقافي وءاثاره التاريخية سوى النزر القليل .

 

 

النافذة الثقافية والأدبية ل " موقع أغشوركيت انفو " تحط رحال البحث عن كنوز الأدباء البركنيين هذه المرة في ربوع الأديب الكبير : محمد ابراهيم ولد محمد الشيخ رحمه الله ، بمنطقة " لعكل " في ضواحي بلدية شكار بولاية لبراكنة حاليا ، لتسأل المكان عن علاقة الشاعر بالأرض وماتركه من أغاريد أيام كانت للطلل " الوكر " مكانته المعهودة بين جداول " تيفلواتن لبتيت التام " محاولة فك لغز وقوف الأديب " لمغن " على الديار في عهود عذبة تعيدها لنا اليوم أغنية القوافي التي لم تعد أداة لنسيان نصوص أدبية — نادرة — مجدت الدهر ودللت المكان وحفظت للذاكرة الشعبية باقة من معاني المخزون الحضاري الضارب في عمق ثقافتنا " البيضانية " في قالبها اللغوي المهدد بالاندثار .

 

 

 

يقدم الأديب : محمد ابراهيم تقبله الله في الصالحين تغطية بدأ بها رحلته في البحث عن سفينة الصحراء الأليفة " جمله " بلغة الحاذق " الديار " بجغرافية ضمت أماكن شاءت الأقدار أن يمر بها في طريق تتبعه لأثر ضالته الذي لعبت به غبار الأرض وطمست معالمه رياح الرمال بعد أن كان " أفرد حاسيه ينزار " ( أمر لم يخض للكتمان ) قبل أن تصرعه عواصف الزمان في آهة دعت الأديب إلى أن يفق على دمن سبقت له وإياها ألفة ليذرف دموع التأمل بعرصات وكر طالما تغشّى بسمة الحلم في شعاب " فردانه " البرئية . حيث يقول : "

 

 

مافيد سب من الاخبار *** يكون ان خظت اعل دار

 

 

نعرفه كانت من الاوكار *** قديم في أل حاجل

 

 

خظت اعليه ماش ديار *** واندمر وطيات الجمل

 

 

واجبرت السافي والقبار *** نسفوه وارجعت املي

 

 

كان أفرد الحاسي ينزار *** الگبل وفرد التل

 

 

واليوم إفردان قفار *** يارب عنك تغفرل .

 

 

يتواصل بحول الله .

 

 

 

إعداد الباحث الأستاذ : محمد المصطفى الولي رئيس التحرير