أصدر علماء وباحثون موريتانيون كتابا عن "معالم منهج الإصلاح الإسلامي"، تناول العديد من المواضيع، سواء على مستوى المنطلقات المبدئية، أو المصادر والمرجعيات، أو المواقف والاختيارات.
وحسب تقرير نشرته وكالة الأخبار المستقلة عن الإصدار فقد شارك في إعداده كل من العلامة سيدي محمد محمد المختار، والشيخ أحمد جدو أحمد باهي، والدكتور خطري ولد حامد، والإِمام عبد الله صار، والأستاذ محمد جميل ولد منصور، والدكتور محمد المختار محمد المامي.
وجاء الكتاب الذي صدر حديثا في أربعة محاور ، تناول أولها المنطلقات المبدئية، وضمن هذا المحور تم الحديث عن الإسلام وخصائصه، والإيمان وأركانه، والإحسان ومقتضياته، فيما تناول محورها الثاني المصادر والمرجعيات، وركز على مصادر التشريع الإسلامي المعروفة، وهي القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع، والاجتهاد.
وكان محوره الثالث عن قيم وأساليب الإصلاح، وتناول جملة من القيم والمثل العليا التي تمثل مبادئ كبرى في مشروع الإصلاح، ومن أهمها الدعوة إلى الله تعالى، والتربية، والتزكية، والجهاد في سبيل الله تعالى، والعدل، والإنصاف، والحرية، والمساواة، والمحبة، والأخوة، كما تطرق للأساليب التي يعتمدها المشروع كالشورى، والسياسة، والاقتصاد، والتنمية.
وركز المحور الأخير على المواقف والاختيارات في أبرز قضايا الساعة، حيث تم إلقاء نظرة على الأفكار والمذاهب والاختيارات، وبيان أسس الموقف في العلاقة بغير المسلمين، والتطرق إلى مسلك الإصلاح الذي تنتهجه المدرسة الوطنية المعتدلة، كالموقف من الهوية وأبعادها، ومسألة التعايش، والوحدة الوطنية، والرقة وآثاره، والطبقية، والفئوية. وفقا لنص المقدمة.
وجاء في مقدمة الكتاب أن المضامين التي يطرحها "منها ما هو من أصول الإسلام المتفق عليها، والتي يعبر عنها الفقهاء بالمعلوم من الدين.. ومنها ما هو راجح بالدليل والقواعد الأصولية، وهذا يقترب من الأول، ومنها ما يمثل اجتهادا دعويا مؤسسا على فقه الواقع والتنزيل، والموازنة بين المصالح والمفاسد، والعمل على تحصيل كبرى المصلحتين، ودفع كبرى المفسدتين".
أما التقديم الذي كتبه الدكتور محمد الأمين محمد المصطفى فجاء فيه أن الكتاب يقدم "هوية أهله؛ حملة رسالة منطلقها الإسلام بثوابته وغاياته، غايتهم عبادة الله وإعمار الأرض وبناء الوطن، يسددون ويقاربون من أجل إقامة العدل والقسط والتبشير بالإسلام والتيسير على الناس".
وأضاف التقديم أن الكتاب يقدم "رؤية واضحة في فقه التربية والدعوة والإعمار"، معتبرا أن "هذا الملمح المنهجي خير دليل على وعي النخبة المؤلفة بمقتضيات الشهادة على الناس، وبالسنن الحاكمة للتدافع الحضاري".
وحددت التقديم معالم الكتاب في "الجانب التأصيلي الذي يستند إلى الوحيين الكتاب والسنة مع الاستشهاد بكلام الراسخين في العلم، والاسترشاد بكلام وتجارب المصلحين"، و"الانفتاح الواعي على التجارب الإسلامية، والوعي بما يُطرح على الخطاب الإسلامي من شبهات العصر".
أما المعلم الثالث، فهو "التشخيص الدقيق والمميز للقضايا المطروحة في الوطن على مختلف الصعد"، ورابع المعالم "أنه يقدم نفسه باعتباره اجتهادا أهله من المسلمين. بعيدا عن غلواء الاحتكار، وإنما هو اختيارات منهجية تتأسس على الشرع، وتحفظ حق الاختلاف.
وجاء المعلم الخامس والأخير، وهو أن "الكتاب اجتهاد جماعي غذته روافد علمية مختلفة، فقد جمع رؤية الفقيه، ومرونة المقاصدي، وعقل السياسي، وحرقة المربي، وتوثب الداعية، ووعي رجل الإعلام، وحصافة المجرب، ليخرج بذلك عملا متكاملا، شاملا بشمول الإسلام، منضبطا بوسطيته، مسترشدا بتدرجه، وواقعيته، ومرونته".